بَانَ الخَليط فَعَيْنُهُ لا تَهْجَعُ،
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
بَانَ الخَليط فَعَيْنُهُ لا تَهْجَعُ، | وَالقَلْبُ منْ حَذَرِ الفِرَاقِ مُرَوَّعُ |
ودَّ العوازلُ يومَ رامة َ أنهمْ | قَطَعُوا الحبالُ وَلَيتَها لا تَقْطَعُ |
قالَ العَوَاذلُ غَيرع جِدّ نَصَاحَة ٍ: | أعَلى الشّباب وَقَدْ بَلِيتَ تَفَجَّعُ؟ |
يا ليتَ لوْ رفعتْ بنا عيدية ٌ | أعناقهنَّ على الطريقِ تزعزعُ |
صَبّحْنَ دُومَة َ بَعدَ خِمسٍ جاهدٍ | غلساً وفضلُ نسوعها يتنوعُ |
تعلو السماوة َ تلتظي حزانها | و الآلُ فوقَ ذري وعالٍ يلمعُ |
يكفي الأدلة ِ بعدَ سوءِ ظنونهمِ | مرُّ المطيَّ إذا الحداة ُ تشغوا |
وَالأرْحَبيُّ إذا الظّلالُ تَقَاصَرَتْ، | يُغْري الغريَّ وَذاتُ غَرْبٍ مَيْلَعُ |
حرفٌ تحاذرُ في خشاشٍ ناشبٍ | حصداً يسورُ كما يسورُ الأشجعُ |
شذبُ المكاربِ منْ جذوعِ سميحة ٍ | يَمطو الجَديلَ، وَسُرْطُمانٌ شَعشَعُ |
وَتُثيرُ مُظْهِرَة ً وَقَدْ وَقَدَ الحَصَى | شاة َ الكناسِ إذا اسمألَّ التبعُ |
و ترى الحصى زجلاً يطيرُ نفيهُ | قبضُ المناسمِ والحصى يتصعصع |
و العيسَ تعتصرُ الهواجرُ بدنها | عصرَ الصنوبرَ كلُّ غرٍّ ينبعُ |
سرنا منَ الأدمى ورملِ مخفقٍ | نَرْجُو الحَيَا وَجَنَابَ غَيْثٍ يرْبَعُ |
كَمْ قَدْ تَتَابَعَ منكُمُ من أنُعُمٍ | و المحلُ يذهبُ أنْ تعود الأمرع |
أثبتمُ زللَ المراقي بعدما | كادَتْ قُوَى سَببِ الحبالِ تَقَطعُ |
أشكُو إلَيْكَ، فأشْكِني، ذُرّيّة ً | لا يَشْبَعُونَ، وَأمُّهُمْ لا تَشْبَعُ |
كثروا على َّ فما يموتُ كبيرهمْ | حتى الحسَابِ وَلا الصّغيرُ المُرْضَعُ |
و غذا نظرتُ يربيني منْ أمهمْ | عَينٌ مُهَجَّجَة ٌ، وَخَذٌّ أسَفَعُ |
وَإذا تَقَسّمَتِ العِيالُ غَبُوقَهَا، | كَثُرَ الأنينُ وَفاضَ منْها المَدْمَعُ |
رِشْني فَقَدْ دَخَلَتْ علّي خَصَاصَة ٌ | مما جمعتَ وكلَّ خيرٍ تجمعُ |