أجِدكَ لا يَصْحُو الفُؤادُ المُعَلَّلُ،
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
أجِدكَ لا يَصْحُو الفُؤادُ المُعَلَّلُ، | وَقد لاحَ من شَيبٍ عِذارٌ وَمِسحَلُ |
ألاَ ليتَ أنَّ الظاعنينَ بذي الغضا | أقاموا وبعضَ الآخرينَ تحملوا |
فَيَوْماً يُجارِينَ الهوَى ، غيرَ ما صِباً؛ | و يوماً ترى َ منهنَّ غولاً تغولُ |
ألا أيّها الوَادي الذي بَانَ أهْلُهُ، | فساكنُ مغناهمْ حمامٌ ودخل |
فمنْ راقبَ الجوزاءَ أوْ باتَ ليلهُ | طويلاً فليلي بالمجازة ِ أطول |
بَكَى دَوْبَلٌ، لا يَرْفأُ الله دَمَعَهُ، | ألا إنّمَا يَبكي منَ الذّلّ دَوْبَلُ |
جزعتَ ابنَ ذاتِ الفلسِ لما تداركتْ | منَ الحربِ أنيابٌ عليكَ وكلكل |
فإنّكَ وَالجَحَافَ يَوْمَ تَحُضّهُ | أرَدْتَ بذاكِ المُكْثَ وَالوِرْدُ أعجلُ |
سرى نحوكمْ ليلٌ كأنَّ نجومهُ | قَناديلُ، فيهِنّ الذُّبَالُ المُفَتَّلُ |
فما انشقَّ ضوءُ الصبحِ حتى َّ تعرفوا | كراديسَ يهديهنَّ وردٌ مجلَّ |
فقدْ قذفتْ منْ حربِ قيسِ نساؤكمْ | بأوْلادِها، مِنْها تَمَامٌ وَمُعْجَلُ |
وَمَقْتُولَة ٌ صَبراً تَرَى عِندَ رِجلِها | بَقِيراً وَأُخْرَى ذاتُ بَعْلٍ تُولْوِلُ |
وَقَدْ قَتَلَ الجَحّافُ أوْلادَ نِسْوَة ٍ، | يَسُوقُ ابنُ خَلاّسٍ بهنّ وَعَزْهَلُ |
تقولُ لكَ الثكلى المصابُ حليلها | أبا مالِكٍ مَا في الظّعائِنِ مَغْزَلُ |
حَضَضْتُ على القَوْمِ الذينَ تَرَكتَهم | تَعُلّ الرُّدَيْنِيّاتُ فيهِمْ وَتَنْهَلُ |
عقابُ المنايا تستديرُ عليهمُ | و شعثُ النواصي لجمهنَّ تصلصل |
بدجلة َ إنْ كروا فقيسٌ وراءهمْ | صفوفاً وإنْ رامو المخاضة َ أو حلوا |
و ما زالتِ القتلى تمورُ دماؤها | بدجلة َ حتى ماءُ دجلة َ أشكلَ |
فالاَّ تعلق منْ قريشٍ بذمة ٍ | فليسَ على أسْيافِ قَيسٍ مُعَوَّلُ |
لَنا الفَضْلُ في الدّنيا وَأنْفُكَ رَاغمٌ، | و نحنُ لكمْ يومَ القيامة ِ أفضل |
و قدْ شققتْ يومَ الرحوبِ سيوفنا | عواتقَ لمْ يثبتْ عليهنََّ محملُ |
أجارَ بَنُو مَرْوَانَ مِنْهُمْ دِماءكُمْ، | فمنْ منْ بني مروانَ أعلاَ وأفضلُ |