هلْ رامَ أمْ لمْ يرمْ ذو السدرِ فالثلمُ
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
هلْ رامَ أمْ لمْ يرمْ ذو السدرِ فالثلمُ | ذاك الهوى منكَ لا دانٍ ولا أممُ |
إنَّ طلابكَ شيئاً لستَ نائلهُ | جَهلٌ، وَطُولُ لُباناتِ الهوَى سَقَمُ |
يا عاذليَّ أقلاَّ اللوم فبكما | قالَ الوُشاة ُ، فمَعصِيٌّ، وَمُتّهَمُ |
إني ببرقة ِ سلمانينَ آنفني | منها غذاة َ بدتْ دلٌّ ومبتسم |
ذَكّرْتِنَا مِسْكَ دارِيٍّ، لَهُ أرَجٌ، | و بالحتى َّ خزامى َ طلها الرهمَ |
حَمّلْتُ رَحْلي على الأهْوَالِ نَاجِيَة ً | مثبَ القريعِ المعنيَّ شفهُ السدم |
منَ الطوامحِ أبصاراً إذا خشعتْ | عِنها ذُرَى عَلَمٍ قالوا: بَدا عَلَمُ |
حتى انتهينا إلى َ منْ لنْ نجاوزهُ | تجري الأيامنُ لا بخلٌ ولا عدم |
إلى الأغرَّ الذي ترجى نوافلهُ | إذا الوُفُودُ عَلى أبْوَابِهِ ازْدَحَمُوا |
جاءوا ظماءً فقدْ روى دلاءهمُ | فيضٌ يمدُّ منَ التيارِ مقتسمُ |
أنهِضْ جَنَاحَيّ في رِيشِي فقد رَجعتْ | ريشَ الجناحينِ منْ آبائكَ النعمُ |
أنتَ ابنُ عَبْدِ العَزِيزِ الخيرِ لا رَهِقٌ | غمرُ الشبابِ ولا أزرى بكَ القدمُ |
تدعوُ قريشٌ وأنصارُ النبي لهُ | إنْ يمتعوا بأبي حفصٍ وما ظلموا |
رَاحُوا يُحَيّونَ مَحْمُوداً شَمَائِلُهُ | صلتَ الجبينِ وفي عرنينهِ شممُ |
يرجونَ منكَ ولا يخشونَ مظلمة ً | عُرْفاً وَتُمْطِرُ مِن مَعرُوفِكَ الدِّيَمُ |
لَمْ تَلْقَ جَدّاً كأجْدادٍ يَعُدّهُمُ | مروانُ ذو النورِ والفاروقُ والحكمُ |
أشبَهْتَ مِنْ عُمَرَ الفارُوقِ سيرَتَه، | سنَّ الفرائضَ وائتمتْ بهِ الأممُ |
ألفيتَ بيتكَ في العلياءِ مكنهُ | أسُ البناءِ وما في سورهِ هدمُ |
وَالتَفّ عِيصُكَ في الأعياصِ فوْق رُبى ً | تَجْرِي لهنّ سَوَاقي الأبطَحِ العُظُمُ |
وَفي قُضَاعَة َ بَيْتٌ غيرُ مُؤتَشَبٍ، | نِعْمَ القَديمُ إذا ما حَصِّلَ القِدَمُ |
و في تميمٍ لهُ عزٌّ قراسية ٌ | ذو صولة ٍ صلقمٌ أنيابهُ تممَ |
أنْتُمْ أئِمّة ُ مَن صَلّى ، وَعندَكُمُ، | للطّامِعِينَ وَللجِيرَانِ، مُعْتَصَمُ |
و المستقادُ لهمْ إما مطاوعة ً | عَفواً، وَإمّا على كُرْهٍ إذا عزَمُوا |
يا أعظَمَ النّاسِ، عِندَ العَفوِ، عافيَة ً | و أرهبَ الناسِ صولاتٍ إذا انتقموا |
قَدْ جَرّبَتْ مِصْرُ والضّحّاكُ أنّهمُ | قومٌ غذا حربوا في حربهمْ فحمُ |
هَلاّ سألْتَ بهِمْ مصرَ التي نَكَثَتْ، | أوْ رَاهِطاً يَوْمَ يَحمي الرّاية َ البُهَمُ |
عبدُ العزيزِ الذي سارتْ برايتهِ | تلكَ الزُّحُوفُ إلى الأجنادِ فاصْطدموا |
ما كانَ مِنْ بَلَدٍ يَعْلُو النّفَاقُ بهِ، | إلاَّ لأسيافكمْ ممنْ عصى َ لحم |
عبدُ العزيزِ بنى مجداً ومكلامة ً | إنَّ المكارمَ منْ أخلاقكمْ شيمُ |