أقَمْنَا وَرَبّتْنَا الدّيَارُ، وَلا أرَى
مدة
قراءة القصيدة :
5 دقائق
.
أقَمْنَا وَرَبّتْنَا الدّيَارُ، وَلا أرَى | كَمَرْبَعِنَا بَينَ الحَنِيَّينِ مَرْبَعَا |
ألاَ حبَّ بالوادي الذي ربما نرى | به مِنْ جَميعِ الحَيّ مَرْأًى وَمَسمَعَا |
ألا لا تَلُومَا القَلْبِ أنْ يَتَخَشّعَا، | فقدْ هاجتِ الأحزانُ قلباً مفزعاً |
وَجودَا لهِنْدٍ بِالكَرَامَة ِ مِنْكُمَا، | وَمَا شِئْتُمَا أنْ تَمْنَعَا بَعدُ فامنَعَا |
وَمَا حَفَلَتْ هِنْدٌ تَعَرُّضَ حاجَتي | وَلا نَوْمَ عَيْنيّ الغِشاشَ المُرَوَّعَا |
بِعَيْني مِنْ جَارٍ عَلى غُرْبَة ِ النّوَى | أرَادَ بِسُلْمَانِينَ بَيْناً فَوَدّعَا |
لَعلّكَ في شَكٍّ مِنَ البَينِ بَعدَمَا | رأيتَ الحمامَ الورقَ في الدارِ وقعا |
كأنّ غَماماً في الخُدورِ التي غَدَتْ | دنا ثمَّ هزتهُ الصبا فترفعا |
فليتَ ركابَ الحيَّ يومَ تحملوا | بحَوْمَانَة ِ الدَّرّاجِ أصْبَحْنَ ظُلَّعَا |
بني مالكٍ إنَّ الفرزدقَ لمْ يزل | فَلُوَّ المِخازِي من لَدُنْ أنْ تَيَفَّعَا |
رميتُ ابنِ ذي الكيرين حتى تركتهُ | قَعُودَ القَوَافي ذا عُلُوبٍ مُوَقَّعا |
وفقأتُ عيني غالبٍ عندَ كيرهِ | وَأقلَعتُ عن أنفِ الفَرَزْدَقِ أجْدَعَا |
مددتُ لهُ الغاياتِ حتى نخستهُ | جَرِيحَ الذُّنَابَى فانيَ السّنّ مُقْطَعَا |
ضَغَا قِرْدُكمْ لمّا اختَطَفتُ فؤادَهُ، | وَلابنِ وَثِيلٍ كانَ خَدُّكَ أضْرَعَا |
وَمَا غَرّ أوْلادُ القُيُونِ مُجاشِعاً | بذي صولة ٍ يحمى العرينَ الممنعا |
وَيَا لَيتَ شِعرِي ما تَقُولُ مُجاشِعٌ | و لمْ تتركْ كفاكَ في الفوسِ منزعا |
وَأيّة ُ أحْلامٍ رَدَدْنَ مُجاشِعاً، | يعلونَ ذيفاناً منَ السمَّ منقعا |
ألا رُبّمَا بَاتَ الفَرَزْدَقُ قَائِماً | على َ حرَّ نارٍ تتركُ الوجهَ أسفعا |
و كانَ المخازي طالما نزلتْ بهِ | فيصبحُ منها قاصرَ الطرفِ أخضعا |
و إنَّ ذيادَ الليلِ لا تستطيعهُ | و لا الصبحُ حتى يستنيرَ فيسطعا |
تَرَكْتُ لكَ القَيْنَينِ قِيْنيْ مُجاشعٍ | وَلا يأخُذانِ النّصْفَ شَتى وَلا مَعَا |
و قدْ وجداني حينَ مدتْ حبالنا | أشَدَّ مُحاماة ً، وَأبْعَدَ مَنْزَعَا |
و إني أخو الحربِ التي يصطلى بها | إذا حَمَلَتْهُ فَوْقَ حالٍ تَشَنَّعَا |
و أدركتُ منْ قد كانَ قبلي ولمْ أدعْ | لمنْ كانَ بعدي في القصائدِ مصنعا |
تفجعَ بسطامٌ وخبرهُ الصدى | وَمَا يَمْنَعُ الأصْداءَ ألاّ تَفَجَّعَا |
سيتركُ زيقٌٌ صهر آلِ مجاشعٍ | وَيَمْنَعُ زِيقٌ مَا أرَادَ لِيَمْنَعَا |
أتَعْدِلُ مَسْعُوداً وَقَيْساً وَخَالِداً | بأقيانِ ليلى لا ترى لكَ مقنعا |
و لما غررتمْ منْ أناسٍ كريمة ٍ | لؤمتمْ وضقتمْ بالكرائمِ أذرعا |
فلوْ لمْ تلاقوا قومَ حدراءَ قومها | لو سدها كيرُ القيونِ المرقعا |
رأى القينُ أختانَ الشناءة ِ قد جنوا | منَ الحربِ جرباءَ المساعرِ سلفعا |
وَإنّكَ لَوْ رَاجَعْتَ شَيبانَ بَعْدَهَا | لأبتَ بمصاومِ الخياشمِ أجدعا |
إذا فوزتْ عنْ نهرَ بينَ تقادفت | بحدراءَ دارٌ لا تريدُ لتجمعا |
و اضحتْ ركابُ القينِ منْ خيبة ِ السرى | و نقلِ حديد القينِ حسرى وظلعا |
وَحَدْرَاءُ لَوْ لمْ يُنْجِها الله بُرّزَتْ | إلى شَرّ ذي حَرْثٍ دَمَالاً وَمَزْرَعَا |
و قدْ كانَ نجساً طهرتْ منْ جماعهِ | و آبَ إلى شرَّ المضاجعِ مضجعا |
حُمَيْدَة ُ كانَتْ للفَرَزُدَقِ جارَة ً | يُنَادِمُ حَوْطاً عِنْدَهَا وَالمُقَطَّعَا |
سأذكرُ ما لمْ تذكروا عندَ منقرٍ | وَأثْني بِعَارٍ مِنْ حُمَيدَة َ أشْنَعَا |
تُلاقي لِيرْبُوعٍ إيَادَ أرُومَة ٍ، | |
دَعاكُمْ حَوَاريُّ الرّسُولِ فكُنْتُمُ | عَضَارِيطَ يا خُشبَ الخِلافِ المُصرَّعَا |
أغَرّكَ جَارٌ ضَلّ قَائِمُ سَيْفِهِ، | فلا رجعَ الكفينِ إلاَّ مكنعا |
و آبَ ابنُ ذيالٍ جميعاً وأنتمُ | تعدونَ غنماً رحلهُ المتمزعا |
فلا تدعُ جاراً منْ عقالٍ ترى لهُ | ضواغطَ يلثقنَ الازارَ وأضرعا |
فَلا قَيْن شَرٌّ مِنْ أبي القَينِ مَنزِلاً | وَلا لُؤمَ إلاّ دونَ لؤمِكِ، صَعصَعَا |
تعدونَ عقرْ النيب أفضلَ سعيكمْ | بنى ضوطري هلاَّ الكميَّ المقنعا |
وَتَبكي على ما فاتَ قَبْلَكَ دارِماً، | وَإنْ تَبكِ لا تَترُكْ بعَينِكَ مَدمَعَا |
لعَمْرُكَ ما كانَتْ حُمَاة ُ مُجاشعٍ | كراماً ولا حكامُ ضبة َ مقنعا |
أتَعْدِلُ يَرْبوعاً خَنَاثَى مُجاشِعٍ | إذا هُزّ بِالأيْدي القَنَا، فَتَزَعْزَعَا |
وَجَدتَ ليَرْبوعٍ، إذا ما عجَمتَهُم، | مَنَابِتَ نَبْعٍ لمْ يُخالِطْنَ خِرْوَعَا |
هُمُ القَوْمُ لَوْ باتَ الزّبَيرُ إلَيْهمُ | لما باتَ مفلولاً ولاَ متطلعا |
وَقَدْ عَلِمَ الأقْوَامُ أنّ سُيوفَنَا | عَجَمنَ حديدَ البَيضِ حتى تصَدّعَا |
ألا رُبّ جَبّارٍ عَلَيْهِ مَهَابَة ٌ، | سقيناهُ كأسَ الموتِ حتى تضلعا |
نقودُ جياداً لمْ تقدها مجاشعٌ | تكُونُ مِنَ الأعْداء مَرْأًى ومَسمعَا |
تَدارِكْنَ بِسطاماً فأُنْزِلَ في الوَغَى | عِنَاقاً وَمَالَ السّرْجُ حتى تَقَعْقَعَا |
دَعا هانىء ٌ بَكْراً وَقَد عَضّ هانِئاً | عرى الكبلِ فينا الصيفَ والمتربعا |
وَنَحنُ خَضَبْنَا لابنِ كَبْشَة َ تاجَهُ | وَلاقَى امْرَأً في ضَمّة ِ الخيلِ مصْقَعَا |
و قابوسَ أعضضنا الحديدَ ابنَ منذرٍ | و حسانَ إذْ لا يدفعُ الدلَّ مدفعا |
و قدْ جعلتْ يوماً بطخفة َ خيلنا | مَجَرّاً لذي التّاجِ الهُمامَ وَمَصرَعَا |
و قدْ جربَ الهرماسُ أنَّ سيوفنا | عضضنَ برأسِ الكبشِ حتى َّ تصدعا |
و نحنُ تداركنا بحيراً وقدْ حوى | نهابَ العنابينِ الخميسُ ليربعا |
فعاينَ بالمروتِ أمنعَ معشرٍ | صَرِيخَ رِياحٍ، وَاللّوَاءَ المُزَعْزَعَا |
فوارسَ لا يدعونَ يالَ مجاشعٍ | إذا كانَ يَوْماً ذا كوَاكبَ أشْنَعَا |
و منا الذي أبلى صدى َّ بنَ مالكٍ | و نفرَ طيراً عنْ جعادة َ وقعا |
فَدَعْ عَنْكَ لَوْماً في جُعادَة َ، إنّمَا | وصلناهُ إذْ لاقى َ ابنَ بيبة َ أقطعا |
ضربنا عميدَ الصمتينِ فأعولتْ | دعائمَ عرشِ الحيَّ أنْ يتضعضعا |
وَلَوْ شَهِدَتْ يَوْمَ الوَقيطَينِ خَيلُنا | لما قاظتِ الأسرى القطاطَ ولعلعا |
ربعنا وأردفنا الملوكَ فظللوا | وِطَابَ الأحَاليبِ الثُّمَامَ المُنَزَّعَا |
فتلكَ مساعٍ لم تنلها شجاشعٌ | سبقتَ فلا تجزعْ منَ الموتِ مجزعا |