ألاَ حيَّ المنازلَ بالجناب
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
ألاَ حيَّ المنازلَ بالجناب | فقدْ ذكرنَ عهدكَ بالشبابِ |
أما تنفكُّ تذكرُ أهلَ دارٍ | كأنّ رُسُومَها وَرقُ الكِتابِ |
لَعَمْرُ أبي الغَواني ما سُلَيْمَى | بشملالٍ تراحُ إلى الشبابِ |
تكنُّ عن النواظر ثمَّ تبدو | بدوَّ الشمس منْ خلل السحابِ |
كَأنّكَ مُسْتَعيرُ كُلَى شعِيبٍ | وهتْ من ناصح سرب الطبابِ |
ألَمْ تُخْبَرْ بَخيْلِ بَني نُفَيْلٍ | صَموتُ الحِجْلِ قانيَة ُ الخِضَابِ |
أما باليتَ يومَ أكقُّ دمعي | مخافة َ أن يفندني صحابي |
تَباعَدَ مِنْ مَزاري أهْلُ نَجْدٍ | إذا مَرَّتْ بذي خُشُبٍ رِكابي |
غريباً عن ديارِ بني تميمٍ | وَما يُخزي عَشيرَتيَ اغْتِرابي |
لَقَدْ عَلِمَ الفَرَزْدَقُ أنّ قَوْمي | يعدونَ المكارمَ للسباب |
يحشونَ الحروبَ بمقرباتٍ | و داؤودية ٍ كأضا الحبابِ |
إذا آباؤنَا وَأبُوكَ عُدّوا | أبانَ المقرفاتُ منَ العرابِ |
فأورثكَ العلاة َ وأورثونا | رباطَ الخيلِ أفنية َ القبابِ |
أجِيرانَ الزّبيرِ غَرَرْتُمُوهُ، | كما اعترَّ المشنهُ بالسرابِ |
و لوْ سارَ الزبيرُ فحلَّ فينا | لَمَا يَئِسَ الزّبَيرُ مِنَ الإيَابِ |
لأصْبَحَ دُونَهُ رَقَماتُ فَلْجٍ | و غبرُ اللامعاتِ منَ الحداب |
وَما باتَ النّوائِحُ من قُرَيْشٍ | يُراوِحْنَ التّفَجّعَ بانْتِحابِ |
ألَسْنَا بالمُجاوِرِ نَحْنُ أوْفَى ، | و أكرمَ عند معترك الضراب |
وَأحْمَدَ حينَ تُحْمَدُ بالمَقاري | وَحالَ المُرْبِعاتُ منَ السّحابِ |
وأوفى للمجاورِ إنْ أجرنا | و أعطى للنفيسات الرغابِ |
قَدُومٌ غَيرُ ثابِتَة ِ النِّصَابِ | صدوراً لخيلَ تنحطُ في الحراب |
وَطِئْنَ مُجاشِعاً وَأخَذْنَ غَضبْاً | بنيِ الجبارِ في رهجِ الضبابِ |
فَمَا بَلَغ الفَرَزْدَقُ في تَميمٍ | تَخَيُّريَ المَضارِبَ وَانْتِخابي |
أنا ابنُ الخالدينِ وآلِ صخرٍ | أحَلاّني الفُرُوعَ وَفي الرّوَابي |
وَيَرْبُوعٌ هُمُ أخَذُوا قَديماً | عَلَيكَ مِنَ المكارِمِ كلّ بابِ |
فلا تفخرْ وأنتَ مجاشعيُّ | نخيبُ القلبِ منخزقُ الحجاب |
إذا عدت مكارمها تميمٌ | فَخَرْتَ بمَرْجَلٍ وَبِعَقْرِ نابِ |
وَسيَفُ أبي الفَرَزْدَقِ قَد عَلمتمْ | |
كَفَينَا يَوْمَ ذي نَجَبٍ وَعُذتمْ | بسَعْدٍ يَوْمَ وَارِدَة ِ الكِلابِ |
أتَنْسَى بالرّمادَة ِ وِرْدَ سَعْدٍ | كَما وَرَدوا مُسَلَّحة َ الصّعابِ |
أما يدعُ الزناءَ أبو فراس | وَلا شُرْبَ الخَبيثِ من الشّرابِ |
و لامتْ في الحدود وعاتبتهُ | فقَددْ يَئِستْ نُوَارُ مِنَ العِتابِ |
فَلا صَفْوٌ جَوَازُكَ عِندَ سَعْدٍ | و لا عفُّ الخليفة ِ في الربابِ |
لَقَدْ أخزاكَ في نَدَواتِ قَيْسٍ | و في سعدٍ عياذكَ من زبابِ |
على غيرِ السواءِ مدحتَ سعداً | فزدهمْ ما استطعتَ منَ الثوابِ |
هموا قتلوا الزبيرَ فلمْ تنكرْ | وَعَزّوا رَهْطَ جِعثنَ في الخطابِ |
و قد جربتني فعرفتْ أني | على خطرِ المراهنِ غيرُ كابي |
سبقتُ فجاءَ وجهي لم يغبرْ | وَقد حَطَمَ الشّكيمَة َ عضُّ نابي |
سأذكرُ من هنيدة َ ما علمتم | وَأرْفَعُ شأنَ جِعْثنَ وَالرَّبابِ |
و عاراً منْ حميدة َ يومَ حوطٍ | و وقعاً منْ جنادلها الصلاب |
فأصبَحَ غالِياً فتَقَسّمُوهُ | عليكمْ لحمُ راحلة ِ الغرابِ |
لنا قيسٌ عليكَ وأيُّ يومِ | إذا ما احمَرّ أجنِحَة ُ العُقابِ |
أتَعْدِلُ في الشّكِيرِ أبَا جُبَيرٍ | إلى كعبٍ ورابيتي كلابِ |
وجدتُ حصى هوازنَ ذا فضول | وَبَحراً يا ابنَ شعِرَة َ ذا عُبابِ |
و في غطفانَ فأجتنبوا حماهمْ | لُيُوثُ الغَيْلِ في أجَمٍ وغابِ |
إذا ركبوا وخيلِ بني الحباب | |
هموا جذوا نبي جشم بنِ بكر | بلبيَّ بعدَ يوم قرى الزوابي |
و حيُّ محاربَ الأبطالِ قدماً | أولوا بأس وأحلام رغاب |
خطاهمْ بالسيوف إلى الأعادي | بوصلِ سيوفهم يومَ الضرابِ |
تحككُ بالوعيدِ فانَّ قيساً | نَفَوْكُمْ عَنْ ضَريّة َ وَالجِنابِ |
ألَمْ تَرَ مَنْ هَجاني كَيفَ يَلقى | إذا غبَّ الحديثُ من العذاب |
يَسبُّهُمُ بسَبّي كُلُّ قَوْمٍ، | إذا ابتدرتْ محاورة ُ الجواب |
و كاهمُ سقيت نقيعَ سمٍّ | بِبابَيْ مُخْدِرٍ ضَرِمِ اللّعَابِ |