أدارَ الجَميعِ الصّالحِينَ بذي السِّدْرِ،
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
أدارَ الجَميعِ الصّالحِينَ بذي السِّدْرِ، | أبِيني لَنا، إنّ التّحيّة َ عَنْ عُفْرِ |
لَقَدْ طَرَقَتْ عَينيّ في الدّارِ دِمنَة ٌ | تعاورها الأزمانُ والريحُ بالقطرِ |
فقلتُ لأدنى صاحبيَّ وإنني | لأكتُمُ وَجْداً في الجَوَانحِ كالجَمْرِ: |
لَعَمْرُكُمَا لا تَعْجَلا! إنّ مَوْقِفاً | على َ الدارِ فيهِ القتلُ أو راحة ُ الدهرِ |
فعاجا وما في الدارِ عينٌ نحسها | سوَى الرُّبدِ وَالظِّلمان ترْعى معَ العُفْرِ |
فَلِلّهِ مَاذا هَيّجَتْ مِنْ صَبابة ٍ | على هَالِكٍ يَهْذي بهِندٍ وَما يَدرِي |
طَوَى حَزناً في القَلْبِ حتى كأنّمَا | بهِ نفثُ سحرٍ أو أشدُّ منَ السحرِ |
أخالِدَ! كانَ الصّرْمُ بَيني وَبَينَكُم | دلالاً فقدْ أجرى البعادُ إلى الهجرْ |
جزيتَ ألا تجزينَ وجداً يشفنني | و إني لا أنساكِ إلاَّ على ذكرِ |
خليليَّ ماذا تأمراني بحاجة ٍ | وَلَوْلا الحَياءُ قَدْ أشَادَ بهَا صَدرِي |
أقِيما، فإنّ اليَوْمَ يوْمٌ جرَتْ لَنَا | أيامِنُ طَيرٍ لا نُحُوسٍ وَلا عُسْرِ |
فانْ بخلتْ هندٌ عليكَ فعلها | وَإنْ هيَ جادَتْ كانَ صَدعاً على وَقرِ |
مِنَ البِيضِ أطْرَافاً كأنّ بَنانَهَا | مَنابِتُ ثَدّاءٍ مِنَ الأجرَعِ المثرِي |
لَقَدْ طالَ لَوْمُ العاذِلِينَ وَشَفّني | تناءٍ طويلٌ واختلافٌ منَ النجرِ |
أثعلبَ أولى حلفة ً ما ذكرتكمْ | بِسُوءٍ وَلَكِنّي عَتَبْتُ على بَكْرِ |
فلا توبسوا بيني وبينكمُ الثرى | فانَّ الذي بيني وبينكمُ مثرى |
عِظامٌ المَقارِي في السّنينَ وَجارُكُمْ | يبيتُ منَ اللاتي تخافُ لدى وكرِ |
أثعلبَ إني لمْ أزلْ مذْ عرفتكمْ | أرَى لَكُمُ سِتراً فَلا تهتكُوا سِترِي |
فلَوْلا ذُوو الأحْلامِ عَمرُو بنُ عامرٍ | رَمَيْتُ بَني بَكْرٍ بقاصِمَة ِ الظّهْرِ |
همُ يمنعونَ السرحَ لا يمنعونهُ | منَ الجيشِ أنْ يَزْدادَ نَفراً على نَفرِ |
جَزَى الله يَرْبُوعاً منَ السِّيدِ قرْضَها | |
بني السيدِ آويناكمُ قدْ علمتمُ | إلَيْنَا وَقَدْ لَجّ الظّعَائِنُ في نَفْرِ |
مَنَنّا عَلَيْكُمْ لوْ شكَرْتُمْ بَلاءنا | و قدْ حملتكمْ حربُ ذهلٍ على قتر |
بني السيدِ لا يمحي ترمزُ مدركٍ | نُدُوبَ القَوَافي في جلودِكمُ الخُضرِ |
بِأيّ بَلاءٍ تَحْمَدُونَ مُجاشِعاً | غَبَاغِبَ أثوَارٍ تُلَظّى عَلى جَسْرِ |
ألاَ تعرفونَ النافشينَ لحاهمُ | إذا بطنوا والفاخرينَ بلا فخرِ |
أنا البدرُ يعشى طرفَ عينيكَ ضوؤه | وَمَن يَجعَلِ القرْدِ المُسَرْوَل كالبَدرِ |
حمتني ليربوعٍ جبالٌ حصينة ٌ | وَيَزْخَرُ دُوني قُمقُمَانٌ من البَحرِ |
فَضَلَّ ضَلالَ العادِلِينَ مُجاشِعاً، | ثلوطَ الروايا بالحماة ِ عنِ الثغرِ |
فما شهدتْ يومَ الغبيطِ مجاشعٌ | و لا نقلانَ الخيلِ منْ قلتي يسر |
و لا شهدتنا يومَ جيشِ محرقٍ | طهية ُ فرسانُ الوقيدية ِ الشقر |
و لا شهدتْ يومْ النقاخيلُ هاجرٍ | و لا السيدُ إذْ ينحطنَ في الأسلِ الحمر |
وَنَحنُ سَلَبنا الجُوْنَ وَابنَيْ مُحَرِّقٍ | وَعَمْراً وَقَتَلْنَا مُلُوكَ بَني نَصْرِ |
إذا نحنُ جردنا عليهمْ سيوفنا | أقمنا بها درءَ الجبابرة ِ الصعرِ |
إذا مَا رَجَا رُوحُ الفَرَزْدَقِ رَاحَة ً | تَغَمّدَهُ آذِيُّ ذي حَدَبٍ غَمْرِ |
فطاشتْ يدُ القينْ الدعي وغمهُ | ذُرَى وَاسِقَاتٍ يَرْتَمِينَ منَ البحرِ |
لَعَلّكَ تَرْجُو أنْ تَنَفَّس بَعْدَما | غممتَ كما غمَّ المعذبُ في القبر |
فما أحصنتهُ بالسعودِ لمالكٍ | وَلا وَلَدَتْهُ أُمُّهُ لَيْلَة َ القَدْرِ |
فلا تحسبنَّ الحربَ لما تشنعتْ | مفايشة ً إنَّ الفياشَ بكمْ مزرى |
أبعدَ بني بدرٍ وأسلابِ جاركم | رضيتمْ واحتبيتمْ على وترِ |
وَنُبّئْتُ جَوّاباً وَسَكْناً يُسُبّني، | و عمروَ بنَ عفري لا سلامَ على عمرو |