حيوا أمامة َ واذكروا عهداً مضى
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
حيوا أمامة َ واذكروا عهداً مضى | قَبْلَ التّصَدّعِ مِنْ شَماليلِ النّوَى |
قالتْ بليتَ فما نراك كعهدنا | ليت العهود تجددتْ بعد البلى |
أأُمَامُ! غَيّرَني، وأنتِ غَريرَة ٌ، | حاجات ذي أربٍ وهمٌّ كالجوى |
قالَتْ أُمامَة ُ: ما لجَهْلِكَ ما لَهُ، | كيف الصبابة ُ بعد ما ذهب الصبا |
و رأت أمامة في العظام تحنياً | بعدَ استقامته وقصراً في الخطا |
و رأتْ بلحيته خضاباً راعها | وَالوَيْلُ للفَتَياتِ مِنْ خَضْبِ اللّحَى |
و تقولُ أني قدْ لقيتُ بلية ً | من مسح عينك ما يزالُ يها قذى |
لَولا ابنُ عائِشَة َ المُبارَكُ سَيْبُهُ، | أبكَى بَنى ّ وَأُمَّهُمْ طُولُ الطَّوَى |
إن الرصافة َ منزلٌ لخليفة ٍ | جَمَعَ المَكارِمَ والعَزائِمَ والتُّقَى |
ما كانَ جرب عند مدَّ حبالكمْ | ضعف المتون ولا انفصامٌ في العرى |
ما إنْ تركْتَ منَ البِلادِ مَضِيلَّة ً | إلاّ رَفَعتَ بها مناراً للهدى |
أُعطِيتَ عافِيَة ً ونَصراً عاجِلاً، | آمينَ ثم وقيتَ أسبابَ الردى |
ألحَمْدُ لله الّذي أعْطاكُمُ | -سنَ الصنائعِ والدسائع والعلى |
يا ابنَ الخَضَارِمِ لا يَعيبُ جُبَاكُمُ | صِغَرُ الحِياضِ وَلا غَوائِلُ في الجبَا |
لا تجفونَّ بني تميمٍ إنهمْ | تابُوا النَّصوحَ وَرَاجَعوا حسنَ الهوى |
مَنْ كانَ يَمرَضُ قلبُهُ مِنْ رِيبَة ٍ | خافُوا عِقابَكَ وانتَهَى أهلُ النُّهى َ |
و اذكرْ قرابة َ قوم برة َ منكمُ | فالرحمُ طالبة ٌ وترضى بالرضا |
سوستَ مجتمعَ الأباطحِ كلها | و نزلت منْ جبلى قريشٍ في الذرى |
أخَذُوا وَثائِقَ أمرِهِمْ بعَزائِمٍ | للعالمينَ ولا ترى أمراً سدى |
يا ابن الحُماة ِ فَما يُرامُ حِماهُمُ | و السابقين بكلَّ حمدٍ يشتري |
ما زلتُ معتصماً بحبلِ منكم | مَنْ حَلّ نُجْوَتَكُمْ بأسبابٍ نَجَا |
وَإذا ذكَرْتُكُمُ شدَدْتُمْ قُوّتي؛ | و إذا نزلتُ بغيثكمْ كان الحيا |
فلأشكرنَّ بلاءَ قومٍ ثبتوا | قصبَ الجناح وأنبتوا ريشَ الغنا |
مَلَكُوا البِلادَ فسُخّرَتْ أنهارُهَا | في غير مظلمة ٍ ولا تبعِ الريا |
أوتيتَ منْ جذب الفرات جواريا | منها الهَنِيُّ وسائحٌ في قرقرى |
والمجدُ للزَّنْدِ الذي أوْرَيْتُمُ | بَحْرٌ يَمُدُّ عُبَابُهُ جُوفَ القِنى |
سيروا إلى البلدِ المباركِ فانزلوا | وَخُذوا مَنازِلَكُمْ من الغيثِ الجدا |
سيروا إلى ابن أرومة عادية ٍ | وَابنِ الفُرُوعِ يمدُّها طِيبُ الثّرَى |
سيروا فقد جرت الأيامنُ فانزلوا | بابَ الرُّصَافَة ِ تَحمَدوا غبّ السُّرَى |
سرنا إليكَ منَ الملا عيدية ً | يَخبِطنَ في سُرُحِ النِّعالِ على الوَجَى |
تدمى مناسمها وهنَّ نواصلٌ | من كُلّ ناجِيَة ٍ ونِقْضٍ مُرْتَضى َ |
كَلّفت لاحِقَة َ النَّميلِ خَوَامِساً، | غُبْرَ المَخارِمِ وهيَ خاشعة ُ الصُّوى |
نرمى الغرابَ إذا رأى بركابنا | جُلَبَ الصِّفاحِ وَدامِياتٍ بالكُلَى |