أكلفتَ تصعيدَ الحدوجِ الروافعِ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
أكلفتَ تصعيدَ الحدوجِ الروافعِ | كَأنّ خَبَالي بَعْدَ بُرْءٍ مُرَاجعي |
قفا نعرفِ الربعينِ بينَ مليحة ٍ | و برقة ِ سلمانينَ ذاتِ الأجارعِ |
سقى الغيثُ سلمانينَ والبرقَ العلا | إلى كُلّ وادٍ منْ مُلَيْحَة َ دافعِ |
أرَجَّعتَ منْ عِرفَانِ رَبْعٍ كَأنّهُ | بَقيّة ُ وَشْمٍ في مُتُونِ الأشاجعِ |
متى أنتَ مهتاجٌ بحلمكَ بعدما | وَصَلْتَ به حَبْلَ القَرين المُنازِعِ |
إذا ما رَجا الظّمْآنُ وِرْدُ شَريعَة ٍ | ضربنَ حبالَ الموتِ دونَ الشرائعِ |
إذا قلنَ ليستْ للرجال أمانة ٌ | و فيناً فلمْ ننقضْ عهود الودائعِ |
سقينَ البشامَ المسكَ ثمَّ رشفنهُ | رشيفَ الغريرياتِ ماءَ الوقائعِ |
لَقَدْ هاجَ هذا الشّوْقُ عَيناً مَريضَة ً، | و نوحُ الحمامِ الصادحاتِ السواجِ |
فذَكّرنَ ذا الإعوَالِ وَالشّوْقِ ذِكرَه | فهيجنَ ما بينْ الحشا والأضالعِ |
ألمْ تكُ قد خبّرْتَ إن شَطّتِ النّوَى | بأنكَ يوماً غدها غيرُ جازعِ |
فلَمّا استَقَلّوا كدتَ تَهْلِكُ حسرَة ً | وَرَاعَتْكَ إحدَى المُفْظِعات الرّوَائعِ |
سَمَتْ بيَ منْ شَيْبانَ أُمٌّ نَزيعَة ٌ | كذلكَ ضربُ المنجياتِ النزائعِ |
فلما سقيتُ السمَّ خنزيرَ تغلبٍ | أبَا مالكٍ جَدّعتُ قَينَ الصّعاصعِ |
رَمَيْتُ ذَوي الأضْغَان حتى تَناذَرُوا | حمايَ وألقى قوسهُ كلُّ نازعِ |
فَإنّي بِكَيّ النّاظرَيْنِ كلَيْهمَا | طبيبٌ وأشفى منْ نسا المنظالعِ |
إذا ما استَضَافَتْني الهُمومُ قَرَيْتُهَا | زِمَاعي وَليْلَ الذّاملات الهَوَابِع |
حَرَاجيجَ يُعْلَفْنَ الذَّميلَ كَأنّها | مَعَاطِفُ نَبْعٍ أوْ حَنيُّ الشّرَاجعِ |
إذا بَلّغَ الله الخَليفَة َ لَمْ تُبَلْ | سقاطَ الرزايا منْ حسيرٍ وظالعِ |
سَمَوْنَا إلى بَحْرِ البحُورِ وَلمْ نَسِرْ | إلى ثَمَدٍ مِنْ مُعْرِضِ العَينِ قاطعِ |
تَؤمّ عِظامَ الجَمّ، عادِيَة َ الجَبَا، | على الطّرُقِ المُستَوْرَداتِ المَهايعِ |
فَلَمّا التَقَى وَفْدَا مَعَدٍّ عَرَضْتَهُم | بسِجْلَينِ مِنْ آذيّكَ المُتَدافِعِ |
و أنتَ ابنُ أعياصِ في متمنعٍ | مقايسة ً طالتْ مدادَ المذارعِ |
فلما تسربلتَ الخلافة َ أقبلتْ | عليكَ بأبوابِ الأمورِ الجوامعِ |
تبحجَ هذا الملكُ في مسقرهِ | فَلَيْسَ إلى قَوْمٍ سِوَاكُمْ بِراجعِ |
و ضاربتمُ حتى شفيتمْ منَ العمى | قُلُوباً وَحتى جازَ نَقْشُ الطّوَابِعِ |
فَقَدْ سَرّني أنْ لا يَزَالَ يَزِيدُكُمْ | يسيرُ بأمرِ الأمة ِ المتتابعِ |
أتَتْكَ قُرَيْشٌ لاجِئِينَ وَغَيرُهُمْ | إلى كُلّ دِفءٍ من جنَاحِكَ وَاسعِ |
وَيَرْجُو أمِيرَ المُؤمِنِينَ وَسَيْبَهُ | مَرَاضيعُ مثلُ الرّيشِ سُفْعُ المُدامعِ |