أهاجَكَ، أم لا، بالمداخِلِ مَربَعُ،
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
أهاجَكَ، أم لا، بالمداخِلِ مَربَعُ، | ودارٌ، بأجراعِ الغَديرَينِ، بَلقَعُ؟ |
ديارٌ لسَلمى ، إذ نحِلّ بها معاً، | وإذ نحن منها بالمودة ِ نطمعُ |
وإن تكُ قد شطّتْ نواها ودارُها، | فإنّ النوى ّ مما تشتُ وتجمعُ |
إلى الله أشكو، لا إلى الناس، حبَّها، | ولا بُدّ من شكوى حبيبٍ يُروَّع |
ألا تَتّقِينَ الله فيمَن قتلتهِ، | فأمسى إليكم خاشعاً يتضرّع؟ |
فإنْ يكُ جثماني بأرضِ سواكم، | فإنّ فؤادي عندكِ الدهرَ أجمع |
إذا قلتُ هذا، حين أسلو وأَجْتَري | على هجرها، ظلّتْ لها النفسُ تَشفَع |
ألا تَتّقِينَ الله في قَتْلِ عاشقٍ، | له كَبِدٌ حَرّى عليكِ تَقَطّع |
غريبٌ، مَشوقٌ، مولَعٌ بادّكاركُمْ، | وكلُّ غريبِ الدارِ بالشّوقِ مُولَع |
فأصبحتُ، مما أحدث الدهرُ، موجعَاً، | وكنتُ لريبِ الدهرِ لا أتخشّع |
فيا ربِّ حببني إليها، وأعطني | المودة َ منها، أنتَ تعطي وتمنعُ! |
وإلاّ فصبرني، وإن كنتُ كارهاً، | فإنّي بها، يا ذا المَعارج، مُولَعُ |
وإن رمتُ نفسي كيف آتي لصَرمِها، | ورمتُ صدوداً، ظلّتِ العينُ تدمَع |
جزعتُ خذارَ البينِ يومَ تحملوا | ومن كان مثلي، يا بُثينة ُ، يجزَع |
تمتّعْتُ منها، يومَ بانوا، بنظرة ٍ، | وهل عاشقٌ، من نظرة ِ، يتمتعُ؟ |
كفى حزناً للمرءِ ما عاشَ أنهّ، | ببينِ حبيبِ، لا يزالُ يروعُ |
فواحزنا! لو ينفعُ الحزنُ أهلَه، | وواجَزَعَا! لو كان للنفسِ مَجزَع |
فأيُّ فؤادٍ لا يذوبُ لما أرى ، | وأيُّ عيونٍ لا تجود فتدمَع؟ |