يا صاحِ، عن بعضِ الملامة ِ أقصرِ،
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
يا صاحِ، عن بعضِ الملامة ِ أقصرِ، | إنّ المنى لَلِقاءُ أُمّ المِسْوَرِ |
وأكنّ طارقها، على علل الكرى ، | والنجمُ، وهناً قد دنا لتغوّرِ |
يستافُ رِيحَ مدامة ٍ معجونة ٍ | بذكيِّ مِسكٍ، أو سَحِيقِ العنبرِ |
إني لأحفظُ غيبَكم ويسرّني، | لو تعلمينَ، بصالحٍ أن تذكري |
ويكون يومٌ، لا أرى لكِ مُرسَلاً، | أو نلتقي فيه، عليّ كأشْهُر |
يا ليتني ألقى المنيّة بغتة ً، | إنْ كانَ يومُ لقائكم لم يُقْدَر |
أو أستطيعُ تجلّداً عن ذكركم، | فيفيقَ بعضُ صبابتي وتفكّري |
لو تعلمين بما أجنُّ من الهوى ، | لعَذَرتِ، أو لظلمتِ إن لم تَعذرِي |
واللهِ، ما للقلب، من علمٍ بها، | غيرُ الظنونِ وغيرُ قولِ المخبرِ |
لا تحسبي أني هجرتكِ طائعاً | حَدَثٌ، لَعَمْرُكِ، رائعٌ أن تُهجري |
ولتبكينّي الباكياتُ، وإنْ أبحْ، | يوماً، بسرِّكِ مُعلناً، لم أُعذَر |
يهواكِ، ما عشتُ، الفؤادُ، فإن أمُتْ، | يتبعْ صدايَ صداكِ بين الأقبرِ |
إني إليكِ، بما وعدتِ، لناظرٌ | نظرَ الفقيرِ إلى الغنيِّ المكثرِ |
تقضى الديونُ، وليس ينجزُ موعداً | هذا الغريمُ لنا، وليس بمُعسِر |
ما أنتِ، والوعدَ الذي تعدينني، | إلاّ كبرقِ سحابة ٍ لم تمطرِ |
قلبي نصَحتُ له، فردّ نصِيحتي، | فمتى هَجرَتِيه، فمنه تَكَثَّري |