أفاطمُ! قبلَ بينكِ متِّعينى
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
أفاطمُ! قبلَ بينكِ متِّعينى | ومنعكِ ما سألتكِ أنْ تبينى |
فَلا تَعِدي مَواعِدَ كاذِباتٍ | تمر بها رياحُ الصيفِ دوني |
فإنِّى لوْ تخالفني شمالى | خلافكِ ما وصلتُ بها يميني |
إذاً لَقَطَعتُها ولقُلتُ: بِيني | كذلكَ أجتوى منْ يجتويني |
لِمَن ظُعُنٌ تَطَلَّعَ مِن ضُبَيبٍ | فَما خَرَجَت مِنَ الوادي لِحينِ |
يشَّبهنَ السَّفينَ وهنَّ بختُ | عُراضاتُ الأباهِرِ والشُّؤونِ |
وهُنَّ على الرَّجائزِ واكِناتٌ | قَواتِلُ كُلِّ أَشجَعَ مُسْتكينِ |
كغزلانٍ خذلنَ بذاتِ ضالٍ | تنوشُ الدَّانياتِ منَ الغصونِ |
ظهرنَ بكلَّة ِ، وسدلنَ رقماً | وثقبنَ الوصاوصَ للعيونِ |
أَرَينَ مَحاسِناً وكنَنَّ أُخرى | من الأجيادِ والبَشَرِ المَصونِ |
ومن ذَهَبٍ يَلوحُ على تَريبٍ | كلَونِ العاجِ ليسَ بذي غُضونِ |
وهُنّ على الظِّلام مُطَلَّباتٌ | طويلاتُ الذُّوائبِ والقرونِ |
إذا ما فتنهُ يوماً برهنٍ | يعزُّ عليهِ لم يرجعْ يحينِ |
بتَلهِيَة ٍ أَريشُ بها سِهامي | تبذُّ المرشقاتِ منَ الفطينِ |
علونَ رباوة ً، وهبطنَ غيباً | فلَمْ يَرجِعْنَ قائلة ً لحِينِ |
فقلتُ لبعضهنَّ، وشدَّ رحلى | لهاجرة ٍ عصبتُ لها جبينى : |
لعلّكِ إنْ صَرَمتِ الحَبلَ منِّي | أكونُ كذاكِ مصحبتي قرونى |
فسلِّ الهمَّ بذاتِ لوثٍ | عُذافِرة ٍ كمِطرَقَة ٍ القُيونِ |
كَساها تامِكاً قَرِداً عَلَيها | سَوادِيُّ الرَّضيحِ من اللَّجينِ |
إذا قلقتْ أشدُّ لها سنافا | أمامَ الزَّورِ منْ قلقِ الوضينِ |
كأنّ مَواقِعَ الثَّفِناتِ مِنها | مُعَرَّسُ باكِراتِ الوِرْدِ جُونِ |
يَجُدُّ تَنَقُّسُ الصُّعَداءِ منها | قوى النِّسعِ المحرمِ ذى المئونِ |
تَصُكُّ الجانِبَينِ بِمُشفَتِرّ | لهُ صوتٌ أبحُّ منَ الرَّنينِ |
كأنَّ نفى َّ ما تتفى يداها | قذافُ غريبة ٍ بيدى ْ معينِ |
تسدُّ بدائمِ الخطرانِ جثلٍ | يُباريها ويأخُذُ بالوَضينِ |
وتسعُ للذُّباب إذا تغنَّى | كتغريدِ الحمامِ على الوكونِ |
وأَلقَيتُ الزِّمامَ لها فنامَتْ | لعادنها منَ السَّدفِ المبينِ |
كأنّ مُناخَها مُلقى لِجامٍ | على معزائها وعلى الوجنينِ |
كأنّ الكُورَ والأنساعَ منها | على قَرْواءَ ماهِرَة ٍ دَهينِ |
يشقُّ الماءَ جؤجؤها، وتعلو | غَوارِبَ كُلِّ ذي حَدَبٍ بَطينِ |
غَدَت قَوداءَ مُنشَقّاً نَساها | تجاسرُ بالنُّخاعِ وبالوتينِ |
إذا ما قمتُ أرحلها بليلٍ | تأوَّهُ آهة َ الرَّجلِ الحزينِ |
تقولُ إذا دَرأْتُ لها وَضِيني | أهذا دينهُ أبداً ودينى ؟ |
أكلَّ الدَّهرِ حلٌّ وارتحالٌ | أما يبقى على َّ وما بقينى ! |
فأَبقى باطِلي والجِدُّ منها | كدُكّانِ الدَّرابِنَة ِ المَطِينِ |
ثَنَيتُ زِمامَها ووَضَعتْ رَحْلي | ونمرقة ً رفدتُ بها يمينى |
فَرُحْتُ بها تُعارِضُ مُسبَكِرّاً | على ضحضاحهِ وعلى المتونِ |
إلى عمروٍ، ومنْ عمروٍ أتتني | أخى النَّجداتِ والحلمِ الرَّصينِ |
فإمَّا أنْ تكونَ أخى بحقِّ | فأَعرِفَ منكَ غَثِّي من سَميني |
وإلاَّ فاطَّرحني واتخذنى | عَدُوّاً أَتَّقيكَ وتَتَّقيني |
وما أَدري إذا يَمَّمتُ وَجهاً | أُريدُ الخَيرَ أَيُّهُما يَليني |
أَأَلخَيرُ الذي أنا أَبْتَغيهِ | أَمِ الشَّرُّ الذي هو يَبْتَغيني |