ألاَ إنَّ هتداً أمسِ رثَّ جديدها
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
ألاَ إنَّ هتداً أمسِ رثَّ جديدها | وَضَنَّت وما كانَ المَتاعُ يَؤودَها |
فلوْ أنَّها منْ قبلُ جادتْ لنا بهِ | على العهدِ إذْ تصطادني وأصيدها |
ولكنّها مِمّا تَميطُ بِوُدِّها | بَشاشَة ُ أَدنَى خُلَّة ٍ تَستَفيدُها |
أعاذلُ ما يدريكَ أنْ ربَّ بلدة ٍ | إذا الشَّمسُ في الأيَّامِطالَ ركودها |
وآمَت صَواديحُ النَّهارِ وأَعرَضَتْ | لَوامِعُ يُطوَى رَيطُها وبُرودُها |
قطعتُ بفتلاءِ اليدينِ ذريعة ٍ | يَغُولُ البِلادَ سَوْمُها وبَريدُها |
فَبِتُّ وباتَتْ بالتَّنوفَة ِ ناقَتي | وباتَتْ عَلَيها صَفنَتي وقُتودُها |
وأَغضَتْ كما أَغضَيتُ عَيني فَعَرَّسَت | على الثَّفِناتِ والجِرانِ هُجودُها |
على طريقٍ عندَ اليراعة ِ تارة ً | تؤازى شريمَ البحرِ وهوَ قعيدها |
كأنَّ جنيباً عندَ معقدِ غرزها | تراودهُ عن نفسهِ ويريدها |
تَهالَكُ منهُ في النَّجاءِ تَهالُكاً | تَقاذُفَ إحدَى الجُونِ حانَ وُرودُها |
فنهنهتُ منها، والمناسمُ ترنمى | بِمَعزاءَ شَتّى لا يُرَدُّ عَنودُها |
وأيقنتُ إنْ شاءَ الإلهُ بأنَّهُ | سيبلغني أجلادها وقصيدها |
فإنّ أَبا قابوسَ عندي بَلاؤهُ | جَزاءً بِنُعمًى لا يَحِلُّ كُنودُها |
وجدتُ زنادَ الصَّالحينَ نمينهُ | قديماً كما بَذَّ النُّجومَ سُعودُها |
فلو عَلِمَ اللَّهُ الجِبالَ ظَلَمْنَهُ | أتاهُ بأَمراسِ الجبالِ يَقودُها |
فإنْ تَكُ منّا في عُمانَ قَبيلة ٌ | تَواصَتْ بإجنابٍ وطالَ عُنودُها |
وقد أدرَكَتْها المُدرِكاتُ فأَصبَحَتْ | إلى خَيرِ مَن تحتَ السَّماءِ وُفودُها |
إلى مَلِكٍ بَذَّ المُلوكَ بِسَعيِهِ | أفاعليهُ حزمُ الملوكِ وجودها |
وَأيَّ أُناسٍ لا يُبيحُ بقَتْلَة ٍ | يؤازى كبيداتِ السَّماءَ عمودها |
وجأواءَ -فيها كوكبُ الموتِ-فخمة ٍ | تَقَمَّصَ بالأرضِ الفَضاءِ وَئيدُها |
لها فَرَطٌ يَحمي النِّهابَ كأنَّهُ | لَوامِعُ عِقبانٍ مَرُوعٍ طَريدُها |
وأَمكَنَ أطرافَ الأسِنَّة ِ والقَنا | يَعاسيبُ قُودٌ ما تُثَنَّى قُتودُها |
تنبَّعَ منْ أعطافها وجلودها | حَميمٌ وآضَتْ كالحَماليجِ قُودُها |
وطارَ قشارى ُّ الحديدِ كأنَّهَ | نُخالَة ُ أَقواعٍ يَطيرُ حَصيدُها |
بكلِّ مَقَصِّيٍّ وكلِّ صَفيحة ٍ | تتابعُ، بعدَ الحارشى َّ، خدودها |
فأنعمْ -أبيتَ اللَّعنَ- إنَّكَ أصبحتْ | لدَيْكَ لُكَيزٌ كَهْلُها ووَليدُها |
وأطلِقهُمُ تَمشي النِّساءُ خِلالَهُم | مُفكَّكَة ً وَسطَ الرِّجالِ قُيودُها |