دَنِفٌ بَكَى آياتِ رَبْعٍ مُدْنَفِ
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
دَنِفٌ بَكَى آياتِ رَبْعٍ مُدْنَفِ | لولا نَسِيمُ تُرَابهَا لَمْ يُعْرَفِ |
طَابَت لأقدَامٍ وَطِئْنَ تُرابَها | فَنَفَحْنَ نَشْرَ لَطِيمَة ٍ مع قَرْقَفِ |
أرَجٌ أَقَامَ مِنَ الأحِبَّة ِ في الثَّرى | وصرى ً أريقتْ بالدموعِ الذرفِ |
أخَذَ البِلى آياتِها فَرَمى بها | بيَد البَوارِحِ في وُجوهِ الصَّفصَفِ |
وحدي وقفتُ ولمْ أقل منْ عبرة ٍ | وقفتْ حشاي بها لحادينا قفِ |
وحسدتُ ما غادرتْ فيها منْ بلى ً | و بَلَوْتُهَا بوَمِيضِ طَرْفٍ مُوسَفِ |
و ظَلِلْتُ أُلحِفُ في السُّؤالِ رُسُومَهَا | والمَنْعُ مِنْ تُحَفِ السُّؤَالِ المُلْحِفِ |
فلنؤيها في القلبِ نوي شفهُ | وَلَهٌ بِظاعِنها وبالمُتَخلفِ |
وكأنما استسقى لهنَّ محمدٌ | فرُسُومُهنَّ من الحَيا في زُخرُفِ |
سألَ السماكَ فجادها بحيائهِ | منهُ بوبلٍ ذي وميضٍ أوطفِ |
متعانقِ الحوذانِ تنشرهُ الصبا | خَضِلاً وتَطْوِيهِ كطي الرَّفْرَفِ |
وثوى الربيعُ بها فليسَ يقلهُ | عَنْها نَئيحُ سَمُومِ قَيْظٍ مُعصِفِ |
حَمَلَتْ رَجَايَ إليكَ بِنْتُ حديقة ٍ | غَلْبَاءُ لَمْ تُلْقَحْ لِفحْلٍ مُقْرِفِ |
نتجتْ وقدْ حوتِ الهنيدة َ وابتنتْ | في شَطْرِها وتَبوّعَتْ في النَّيفِ |
فأتَتْ مَحلَّي وهْي حَملُ بَناتِها | تَسري بقَائمتيْ خَرِيقٍ حَرْجَفِ |
فاعتامها ذو خبرة ٍ بفحولها | نَدَسٌ بجِبْلة ِ خَلْقِها مُتَلَطفِ |
حتى إذا تمتْ فلم يعجزهُ من | أشلائها مذخورة َ المتلهفِ |
صارتْ إليَّ بجؤجؤٍ ذي ميعة ٍ | قَدَمٍ تَدِفُّ به وعَجزٍ مِصرَفِ |
تَنْسَلُّ في لُجَجٍ حَكَتْ أغْمَارُها | فِعْلَ المُحمَّدِ في الزَّمانِ المُجْحِفِ |
ثُمَّ اجتَنتْ شِلْوي فصِرتُ جَنينَها | مُتَمكَّناً بقَرارِ بَطْنٍ مُسْدِفِ |
فَمَتَى تَعَثَّرَ بالرفَاقِ ذِكَرْتَهُ | فَيَمُرُّ تحتي قِطْعَ لَيْلٍ أَغْضَفِ |
فأجاءها بعدَ المخاضِ طلوقها | بمراهقٍ السنينِ كهلٍ أهيفِ |
عوجاءُ تستلبُ الزمامَ وتحتذي | عوجاً يجدنَ لها استلابَ النفنفِ |
أشِرَتْ بِطَى الشي في أَثْبَاجِها | فهوتْ كثعبانِ الصفا المتخوفِ |
أَمَّتكَ والشَّيْطَانُ يَزْهَبُ ظِلَّها | فأَتَتْكَ وَهْيَ تَفُوقُ حِلْمَ الأحنفِ |
منْ كانَ يقصدُ في نصيحتهُ لها | فمحمدُ في النصحِ عينُ المسرفِ |
أوريتَ زنديْ رأفة ٍ وتألقٍ | فتقصدا بالنازعِ المتعسفِ |
نالَ الردى وحوى الغنى بمحمدٍ | عندَ الخليفة ِ مذنبونَ ومعتفِ |
في اللَّهِ يُنجِزُ وَعْدَه ووَعيدَهُ | للمُعتفينَ وللعَنُودِ المُتْرَفِ |
سكنتَ أحشاءَ الرعية ِ في حشا | قلبٍ ذكيِّ عنْ لسانٍ مرهفِ |
لمْ يبلغ القلمَ الذي يجدي به | في اللهِ ألفا مرهفٍ ومثقفِ |
بأكفِ أبدالٍ إذا أموا بها | مَلْمُومَة ً عَمِلوا بما في المُصحَفِ |
تَسْتَلُّ خَائِنة َ العُيُونِ بمُقْلَة ٍ | تَحْوي ضَمائرَها ولَمَّا تَطِرفِ |