كيف تختم القرآن الكريم مليون مرة؟!
مدة
قراءة المادة :
5 دقائق
.
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعلى آله وصحبه أجمعين. قراءةُ القرآن الكريم هي أَعظم وأجلُّ ذِكرٍ لله تعالى، وأَجر قراءة القرآن الكريم من أكبر الأجور التي يَنبغي لكلِّ مسلم أن يثابِر دومًا للحصول عليه، والتسابُق إليه، فعن عبدالله بن مسعود رضي الله تعالى عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «مَن قَرأ حرفًا من كتابِ الله، فلَه به حسَنَة، والحسنةُ بعشرِ أمثالِها، لا أقولُ: ﴿الم﴾ حَرفٌ، ولكنْ ألفٌ حرفٌ، ولامٌ حرفٌ، وميمٌ حرفٌ»؛ (صححه الألباني).
عدَد حروف القرآن:
ذَكر ابن كثير في تفسيره عن مجاهد رحمهما الله تعالى، أنه قال: هذا ما أحصيناه من القرآن، وهو: "ثلاثمائة ألف حرف وعشرون ألفًا وخمسة عشر حرفًا"[1].
فخَتْم القرآن الكريم له العاقبة الحسنى، والجائزة العظمَى بفضل الله ذي الجلال والإكرام، والمسلِم يَستكشف كلَّ السُّبل ليكون في ميدان المتسابقين للخير، الحريصين على التنعُّم بكنوز الأعمال الصَّالحة، لكي يَنعموا في الدنيا والآخرة بظِلال هذه الأعمال الوارِفة، ويمكن للمسلِم بفضل الله الكريم أن يَكتسب أجرَ ختم القرآن الكريم مليون مرَّة، والله تعالى يضاعِف لمن يشاء.
هناك العديد من السُّبل التي بفضل الله الوَدودِ تُمكِّن للمسلم ختم القرآن الكريم، ولو لم يَختمه بنفسه، فلنمعن النظرَ في هذه الدُّرَر الثَّمينة من كلام سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم؛ فقد قال: «مَن دلَّ على خيرٍ، فله مثلُ أجر فاعلِه» ؛ (رواه مسلم)، وقال الرسول صلى الله عليه وسلم: «إذا مات الإنسانُ، انقطع عملُه إلَّا من ثلاثٍ: صدقة جارية، وعِلم يُنتفعُ به، وولد صالح يدعُو له»؛ (رواه مسلم)، وعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «سبعٌ يجري للعبد أجرُهنَّ وهو في قبره بعد موته: من علَّم علمًا، أو أجرى نَهرًا، أو حفر بئرًا، أو غرس نخلًا، أو بَنى مسجدًا، أو ورَّث مصحفًا، أو تَرك ولدًا يستغفر له بعد موته»؛ حسنه الألباني في (صحيح الترغيب).
ويتبيَّن لنا من هذه الأحاديث الشريفة نِعمة كبيرة سخَّرها الله تعالى لنا بتيسير هذه السُّبل لِنَيل الأجور.
وفيما يلي سيتمُّ بيان بعض السُّبل لكي يتحقَّق ما نَصبو إليه لِتفعيل ما تعلَّمناه، وترسيخ ما قرأناه؛ لكي نَختم القرآن الكريم مليون مرة:
• قم بإهداء مَجموعة من المصاحِف لمجموعة من المساجِد كلَّما تحينت الفرصة، واسْعَ لاقتناص الفرصة، وقم باستثمارها بالبحث الدَّؤوب مدعمًا بالنية الصادقة.
• قم بإهداء مَجموعة من المصاحف لمن يَقرؤون القرآن الكريم.
• ساهِم في نَشر موقع مشروع المصحَف الإلكتروني بجامعة الملك سعود، وفي نَشر تطبيقاته المختلفة المكتبيَّة، والخاصَّة بالهاتف الجوال، والخاصَّة بمواقع التواصل الاجتماعي، وكلُّ مَن يستفيد من الموقع وينعم بقراءة القرآن الكريم، يُحصِّل الدالُّ على الخير مثلَ أجورهم لا ينقص منها شيئًا.
• ساهم في بِناء ودَعم أماكن حِفظ وتلاوة القرآن الكريم، وكلُّ مَن يتعلَّم فيه يَنال مَن ساهَم في بنائه أجرَ دلالتهم على تعلُّمهم تلاوة القرآن الكريم.
• ساهم في إهداء المصاحِف للحملات التي يَقوم بها المسلمون لتَوزيع المصاحِف على دول إفريقيا وغيرها.
• ثابِر على ختم القرآن الكريم أكثر من مرَّة في الشَّهر، وكلَّما زاد المسلِم زاد الأجر.
• قم بتعليم الأطفال سورةَ الفاتحة وقِصار السور، وكلَّما قرؤوها في الصلاة وغيرها نلتَ أجرَ قراءتهم ولا تنقص من أجورهم شيئًا.
نسأل اللهَ تعالى أن يَجعلنا من أهل القرآن، فهم أهلُ الله وخاصَّته، والحمد لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على رسولنا الكريم، أشرف الأنبياء والمرسلين، وصلاة الله تعالى وسلامُه عليهم أجمعين، وعلى آل بيت الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه أجمعين، ومَن اتَّبعه بإحسانٍ إلى يوم الدين.
[1]موقع الشبكة الإسلامية. حسين أحمد عبدالقادر