ها إنَّ هذا مَوْقَفُ الجَازِعِ
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
ها إنَّ هذا مَوْقَفُ الجَازِعِ | أقْوى وسُؤْرُ الزَّمن الفَاجعِ |
دَارٌ سَقَاها بَعْدَ سُكَّانها | صَرْفُ النَّوَى منْ سَمَّه الناقِعِ |
ولا تَلُوما ذَا الهَوَى إِنَّها | لَيْسَتْ بِبِدْعٍ حَنَّة ُ النَّازِعِ |
لَوْ قيلَ ما كانَ مَزُوراً بها | إذاً لسرَّ الربعُ بالرابعِ |
فاعتبرا واستعبرا ساعة َ | فالدَّمْعُ قِرْنٌ للجَوَى الرَّادِعِ |
أخْلَتْ رُبَاها كُلُّ سَيْفَانَة ٍ | تَخْلَعُ قَلْبَ المَلِكِ الْخَالِعِ |
يصبحُ في الحبَّ لها ضارعاً | مَنْ لَيْسَ عِنْدَ السيْفِ بالضَّارِعِ |
رُودٌ إِذَا جَرَّدْتَ في حُسْنِها | فكركَ دلتكَ على الصانعِ |
نوحٌ صفا مذْ عهدِ نوحٍ له | شِرْبُ العُلى في الحَسَبِ الفَارِعِ |
مُطَّرِدُ الآباءِ في نِسْبَة ٍ | كالصُّبْحِ في إشراقِه السَّاطِعِ |
مَناسِبٌ تُحسَبُ مِنْ ضَوْئِها | منازلاً للقمرِ الطالعِ |
كالدلوِ والحوتِ وأشراطهِ | والبَطْنِ والنَّجْمِ إلى البَالِعِ |
نوحٌ بنُ عمرو بنِ حويَّ بن عم | ـرِو بنِ حُوَي بن الفَتَى ماتِعِ |
السكسكيّ المجدِ كنديهُ | وأدديُّ السؤددِ الناصعِ |
للجدبْ في اموالهِ مرتعٌ | ومقنعٌ في الخصبِ للقانعِ |
قدْ أَشْرَقَت في قَوْمِهِ مِنْهُمُ | ناصَيَة ٌ تَنْأَى عنِ السَّافِعِ |
كم فَارسٍ فيهمْ إذا استُصرِخُوا | مِثْلِ سِنَانِ الصَّعْدَة ِ اللامِعِ |
يُكْرِهُ صَدْرَ الرُّمْحِ أو يَنْثَنِي | وقدْ تروى منْ دمٍ مائعِ |
بطعنة ٍ خرقاءَ تأتي على | حَزامَة ِ المُسْتلِئِم الدَّارِعِ |
ينفذُ في الآجالِ أحكامهُ | أَمْرَ مُطاعِ الأَمْرِ في طائِعِ |
يُخْلَى لهَا المأْزِقُ يَوْمَ الوَغَى | عنْ فرجة ٍ في الصفَّ كالشارعِ |
إنَّ حوياً حاجتي فاقضها | ورُدَّ جَأْشَ المُشفِقِ الْجَازِعِ |
فَتًى يَمَانٍ كاليَمانِي الذي | يعرمُ حراهُ على الوازعِ |
في حليهِ النابي وفي جفنهِ | وفي مَضَاءِ الصَّارِم القَاطِعِ |
يُجاوِزُ الْخَفْضَ وأفْيَاءَهُ | إلى السرى والسفرِ الشاسعِ |
أدلُّ بالقفرِ وأهدى له | منَ الدعيميصِ ومنْ رافعِ |
يَعْلَمُ أَنَّ الدَّاءَ مُسْتَحْلِسٌ | تحتَ جَمَامِ الفَرَسِ الرَّائِعِ |
والطائِرُ الطائِرُ في شَانِهِ | يلوي بخطِّ الطائرِ الواقعِ |
أخفَقَ فاستَقْدَمَ في هِمَّة ٍ | وغادرَ الرتعة َ للراتعِ |
ترمي العلى منهُ بمستيقظِ | لا فَاتِرِ الطَّرْفِ ولا خاشِعِ |
وإنَّما الفَتْكُ لِذِي لأْمَة ٍ | شبعانَ أو ذي كرمٍ جائعِ |
أُنْشُرْ له أُحْدُوثة ً غَضَّة ً | تُصْغِي إليها أْذُنُ السَّامِعِ |
إنْ يرفعِ السجفُ لهَ اليومَ يرْ | فَعْهُ غداً في المشْهَدِ البَارعِ |
فَرُبَّ مَشْفُوعٍ له لم يَرمْ | حتى غداً يشفعُ للشافعِ |
إن أنتَ لم تنهضْ بهِ صاعداً | في مسترادِ الزاهرِ اليانعِ |
حتّى يُرَى مُعتدلاً ظَنُّهُ | بعد التِياثِ الأَمَل الظَّالِعِ |
أكدى الذي يعتدهُ عدة ً | وضاعَ منْ يرجوهُ للضائعِ |