يا برقُ طالعْ منزلاً بالأبرقِ
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
يا برقُ طالعْ منزلاً بالأبرقِ | واحدُ السحابَ لهُ حداءَ الأينقِ |
دمنٌ لَوَتْ عَزْمَ الفُؤادِ ومَزَّقَتْ | فيها دُموعَ العَيْنِ كلَّ مُمَزَّقِ |
لا شَوْقَ ما لَمْ تَصْلَ وَجْداً بالتي | تأبى وصالكَ كالآباءِ المحرقِ |
يغلي إذا لم يضطرمْ ويرى إذا | لم يَحْتَدِمْ، ويُغِصُّ إنْ لمْ يُشْرِقِ |
تأبى معَ التصريدِ إلا نائلاً | إلاَّ يكنْ ماءً قراحاً يمذقُ |
نَزْراً كما استَكْرَهْتَ عائِرَ نَفْحَة ٍ | منْ فارة ِ المسكِ التي لم تفتقِ |
ما مقربٌ يختالُ في أشطانهِ | مَلآنُ مِنْ صَلَفٍ بهِ وتَلَهْوقِ |
بحَوَافِرٍ حُفْرٍ وصُلْبٍ صُلَّبٍ | وأشاعرٍ شعرٍ وخلقٍ أخلقِ |
وبشعلة ٍ نبذٍ كأنَّ قليلها | في صَهْوَتَيْهِ بَدْءُ شَيْبِ المَفْرِقِ |
ذو أولقٍ تحتَ العجاجِ وإنما | منْ صحة ٍ إفراطُ ذاكَ الأولق |
تُغرَى العُيونَ بهِ ويُفْلِقُ شَاعرٌ | في نعتهِ عفواً وليس بمفلقِ |
بمصعدٍ منْ حسنهِ ومصوبٍ | ومُجمَّع في خَلْقِهِ ومُفَرَّقِ |
صلتانُ يبسطُ إن ردى أو إن عدا | في الأرضِ باعاً مِنْه ليسَ بضَيقِ |
وتطرقُ الغلواءُ منه إذا عدا | والكِبْريَاءُ له بغيرِ مُطَرقِ |
أَهدَى كُنازٌ جَدَّه فيما مَضَى | للمثل واستصفى أباهُ ليلبقِ |
مُسْوَدُّ شَطْرٍ مثلَ ما اسوَدَّ الدُّجَى | مُبْيَضُّ شَطْرٍ كابيضَاضِ المُهْرَقِ |
قد سَالَت الأَوضَاحُ سَيْلَ قَرَارة ٍ | فيهِ فمُفْترِقٌ عليهِ ومُلْتَقي |
وكأنَّ فارِسُهُ يُصرفُ إذْ بَدا | في منته إبنَ الصباحِ الأبلقِ |
صَافِي الأَديمِ كأنَّما أَلبَسْتَهُ | مِنْ سُنْدُسٍ بُرْداً ومِنْ إستبرَقِ |
إمليسهُ إمليدهُ لوْ علقتْ | في صَهْوَتَيْهِ العَيْنُ لم تَتَعلٌّقِ |
يُرْقَى وما هو بالسَّليمِ ويَغْتَدِي | دونَ السلاحِ سلاحَ أروعَ مملقِ |
في مطلبٍ أو مهربٍ أو رغبة ٍ | أو رَهْبَة ٍ أَو مَوْكِبٍ أَو فَيْلَقِ |
أمطاكهُ الحسنُ بنُ وهبٍ إنهُ | داني ثرى اليدِ منْ رجاءِ المملقِ |
يحصى معَ الأنواءِ فيضُ يمينهِ | ويعدُّ منْ حسناتِ أهلِ المشرقِ |
يستنزل الأَمَلَ البَعِيدَ بِبشْرِهِ | بشرَ الخميلة ِ بالربيعِ المغذقِ |
وكذا السحائبُ قلما تدعو إلى | معروفها الروادَ إنْ لمْ تبرقِ |
مجلي قتامِ الوجه يذهلُ إنْ بدا | لكَ في النديِّ عنِ الشبابِ المونقِ |
لوْ كانَ سيفاً ما استبتَ لنصلهِ | مَتْناً لِفَرْط فِرنْدِهِ والرُّوْنَقِ |
ثبتَ البيان إذا تحيرَ قائلٌ | أضحى شكالاً للسان المطلق |
لم يتبعْ شنعَ اللغاتِ ولا مشى | رَسْفَ المُقَّيدِ في حُدُودِ المَنْطِقِ |
في هذه قسم الكلامِ وهذهِ | كالسورِ مضروباً لهُ والخندقِ |
يَجْنِي جَناة َ النَّحلِ مَنْ أَعْلَى الرُّبَا | زَهَراً ويَشْرَعُ في الغَديرِ المُتْأَقِ |
أُنُفُ البَلاغة ِ لا كَمَنْ هُوَ حَائرٌ | متلددٌ في الموتعِ المتعرقِ |
عِيرٌ تَفرَّق إنْ حَدَاها غَيْرُه | ومتى يسقها وادعاً تستوسقُ |
تَنْشَقُّ في ظُلَمِ المَعاني إِنْ دَجَتْ | منه تباشيرُ الكلامِ المشرقِ |
ألبسْ سليمانَ الغنى وافتحْ لهُ | باباً إزاء الخفضِ ليسَ بمغلقِ |
واقربْ إليهِ فإنَّ أحرى المزنِ أنْ | يروي الثرى ما كانَ غيرَ محلقِ |
عَتُقَتْ وَسِيلتُه وأَيَّة ُ قِيمَة ٍ | للتبعيِّ العضبِ إنْ لمْ يعتقِ |
وتخطَّ بزته فربتْ خلة ٍ | في دَرْجِ ثَوْبِ اللاَّبِسِ المُتَنَوقِ |
شَنْعَاءُ بَيْنَ المَرْكَبِ الهمْلاَجِ قَدْ | كَمَنَتْ وبينَ الطَّيْلَسانِ المُطْبَقِ |