ما في وقُوفِكَ ساعة ً من باسِ
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
ما في وقُوفِكَ ساعة ً من باسِ | نَقْضِي ذِمامَ الأرْبُعِ الأدْرَاسِ |
فلعلَّ عينكَ أن تعينَ بمائها | والدَّمْعُ مِنْهُ خاذِلٌ ومُوَاسِ |
لايُسْعِدُ المُشْتاقَ وَسْنَانُ الهَوَى | يبسُ المدامعِ باردُ الأنفاسِ |
إنَّ المنازلَ ساورتها فرقة ٌ | أَخْلَتْ مِنَ الآرامِ كُلَّ كِنَاسِ |
منْ كلِّ ضاحكة ِ الترائبِ أرهفت | إرْهَافَ خُوطِ البانَة ِ المَيَّاسِ |
بدرٌ أطاعتْ فيكَ بادرة َ النوى | ولعاً وشمسُ أولعتْ بشماسِ |
بكرٌ إذا ابتسمتْ أراكَ وميضها | نَوْرَ الأقاحي في ثَرًى مِيعاسِ |
وإذا مَشَتْ تَرَكَتْ بِصَدْرِكَ ضِعْفَ ما | بحليها منْ كثرة ِ الوسواسِ |
قالَتْ وقَدْ حُمَّ الفِراقُ فكأْسُه | قد خولطَ الساقي بها والحاسي |
لاتَنْسَيَنْ تلكَ العُهُودَ فإنَّما | سُميتَ إنساناً لأنك ناسي |
إنَّ الذي خلقَ الخلائقَ قاتها | أقواتَها لتَصرُّفِ الأحرَاسِ |
فالأرضُ مَعْروفُ السَّماءِ قِرًى لها | وبنو الرجاء لهمْ بنو العباسِ |
القَوْمُ ظِلُّ اللَّهِ أسكَنَ دِينَه | فِيهمْ وهُمْ جبَلُ المُلوكِ الرَّاسي |
في كُل جَوْهَرة ٍ فِرنْدٌ مُشرِقٌ | وهُمُ الفِرنْدُ لهؤلاء النَّاسِ |
هدأتْ عل تأميلِ أحمدَ همتي | وأطافَ تَقْليدي بهِ وقياسي |
بالمجتبى والمصطفى والمسترى | للحمدِ والحالي بهِ والكاسي |
والحمدُ بردُ جمالٍ اختالتْ بهِ | غررُ الفعالِ وليسَ بردَ لباسِ |
فرعٌ نما من هاشمٍ في تربة ٍ | كانَ الكَفِيءَ لها مِنَ الأَغْرَاسِ |
لا تهجرُ الأنواءُ منبتها ولا | قَلْبُ الثَّرَى القاسِي عليها قاسِي |
وكأنَّ بينهما رضاعَ الثدي منْ | فرطِ التصافي أو رضاعَ الكاسِ |
نَوْرُ العَرَارَة ِ نَوْرُهُ ونَسِيمُهُ | نَشْرُ الخُزَامَى في اخضِرارِ الآسِ |
أَبْلَيْتَ هذا المَجْدَ أبْعَدَ غايَة ٍ | فيهِ وأكرمَ شيمة ٍ ونحاسِ |
إقدامَ عمروٍ في سماحة ِ حاتمٍ | في حلمِ أحنفَ في ذكاءِ إياسِ |
لا تنكروا ضربي لهُ منْ دونهِ | مَثَلاً شَرُوداً في النَّدى والبَاسِ |
فاللَّهُ قد ضَرَبَ الأقلَّ لِنُورِهِ | مَثَلاً مِنَ المِشْكَاة ِ والنبْرَاسِ |
إنْ تَحْوِ خَصْلَ المَجْدِ في أَنْفِ الصبا | يابْنَ الخَلِيفَة ِ يا أبا العبَّاسِ |
فَلَرُبَّ نارٍ منكمُ قد أُنْتِجَتْ | في اللَّيْلِ مِنْ قَبَسٍ مِنَ الأَقْبَاسِ |
ولربَّ كفلٍ في الخطوبِ تركتهُ | لصعابها حلساً منَ الأحلاسِ |
أمْدَدْتَهُ في العُدْمِ والعُدْمُ الجَوَى | بالجُودِ والجُودُ الطَّبِيبُ الآسي |
آنستهُ بالدهرِ حتى أنهُ | لَيظُنُّهُ عُرْساً مِنَ الأَعْرَاسِ |
غَلَبَ السُّرورُ على هُمُومي بالذي | أظهرتَ منْ بري ومنْ إيناسي |
عدلَ المشيبُ على الشبابِ ولم يكن | مِنْ كَبْرَة ٍ لكنَّهُ من يَاسِ |
أثرُ المطالبِ في الفؤادِ وإنما | أثرُ السنينَ ووسمها في الراسِ |
فالآنَ حِينَ غَرسْتُ في كَرَمِ الثَّرَى | تلكَ المنى وبنيتُ فوقَ أساسِ |