أهدِ الدموعَ إلى دارِ وما صحها
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
أهدِ الدموعَ إلى دارِ وما صحها | فَلِلْمَنَازِلِ سَهْمٌ في سَوَافِحَهَا |
أشلى الزمانُ عليها كلَّ حادثة ٍ | وفرقة ٍ تظلمُ الدنيا لنازحها |
حَلَفْتُ حَقّاً، لقَدْ قَلَّتْ مَلاَحتُهَا | بمنْ تخرمُ عنها منْ ملائحها |
إِنْ تبْرَحَا وتَبَاريحي على كَبدٍ | ما تستقرُّ، فدمعي غيرُ بارحها |
دَارٌ أُجِلُّ الهَوَى عنْ أن أُلِمَّ بها | في الركبِ إلاَّ وعيني منْ منائحها |
إذا وصفتُ لنفسي هجرها جمحتْ | ودائعُ الشوقِ في أقصى جوانحها |
وإنْ خَطَبْتُ إِليْهَا صَبْرَها جعَلَتْ | جِرَاحَة ُ الوَجْدِ تَدْمى في جَوَارِحِهَا |
ما للفيافي وتلكَ العيسُ قد خزمتْ | فلمْ تظلمْ إليها منْ صحاصحها؟ |
فُتْلٌ إِذا ابْتَكَرَ الغَادي على أَمَلٍ | خلفنهُ يزجرُ الحسرى برائحها |
تُصْغي إلى الحَدْوِ إصْغَاءَ القِيان إلى | نَغْمٍ إِذَا استغْرَبَتْهُ مِنْ مُطَارِحِهَا |
حتَّى تَؤُوبُ كأَنَّ الطَّلْحَ مُعْتَرِضٌ | بشوكهِ في المآقي من طلائحها |
إلى الأكارمِ أفعالاً ومنتسباًَ | لمْ يَرْتَعِ الذَّمُّ، يَوْماً، في طَوائِحها |
آسَاسُ مَكَّة َ والدُّنْيا بِعُذْرِتِها | لَمْ يَنزِلِ الشَّيْبُ في مَثْنَى مسَائِحِها |
قومٌ همُ أمنوا قبلَ الحمام بها | من بينِ ساجعها الباكي ونائحها |
كانُوا الجِبالَ لها قَبْلَ الجِبالِ وهُمْ | سالوا ولمْ يكُ سيلٌ في أباطحها |
والفَضْلُ إِنْ شَمِل الإظلامُ سَاحَتَها | مصباحها المتجلي منْ مصابحها |
منْ خيرها مغرساً فيها ووسعها | شِعْباً تُحَطُّ إليه عِيرُ مادِحِها |
لا تَفْتَ تُزْجِي فَتِيَّ العِيسِ سَاهِمَة ً | إلى فَتَى سِنها مِنْهَا وقَارِحِها |
حتى تناولَ تلكَ القوسَ باريها | حقّاً وتُلقي زِنَاداً عنْدَ قَادِحِها |
كأنَّ صاعقة ً في جوفِ بارقة ٍ | زئيرهُ واغلاً في أذنِ نابحها |
سِنَانُ مَوْتٍ ذُعَافٍ مِن أَسَنَّتها | صفيحٌ تتحامى من صفائحها |
ذُر تُدْرَإِ وإِبَاءٍ في الأُمورِ وهَلْ | جَواهِرُ الطَّيْرِ إلاَّ في جَوارِحِهَا! |
هشماً لأنفِ المسامي حينهُ فسما | لهاشمٍ، فضلها فيها ابنُ صالحها |
ياحَاسِدَ الفَضْلِ لا أَعْرِفْكَ مُحْتَشِداً | لِغَمْرَة ٍ أَنْتَ عِنْدِي غَيْرُ سَابِحها |
لكوكبٍ نازحٍ من كفٍّ لامسهِ | وصخرة ٍ وسمها في قرنِ ناطحها |
ولاتَقُلْ إنَّنَا مِن نَبْعَة ٍ فلقَدْ | بانَتْ نَجائِبُ إبْلٍ مِنْ نَواضِحِها |
سَميْدَعٌ يَتَغَطَّى مِن صَنائِعِه | كما تَغَطّى رجالٌ مِن فَضَائِحها |
وفارة ُ المسكِ لا يخفي تضوعها | طولُ الحجابِ ولا يزري بفائحها |
للّه دَرُّكَ في الخَوْدِ الَّتي طَمَحَتْ | مَا كَانَ أرقَاكَ يا هَذَا لِطَامِحِها |
نقية ُ الجيبِ لا ليلٌ بمدخلها | في بَابِ عَيْبٍ ولاصُبْحٌ بِفَاضِحِها |
أخذتها لبوة َ العريس ملبدة ً | في الغَابِ والنَّجْمُ أَدْنَى مِنْ مَنَاكِحِهَا |
لَوْ أَنَّ غَيْرَ أبِي الأَشْبَالِ صافَحَها | شَكَّتْ بِمَخْلَبها كَفَّيْ مُصافِحِها |
جاءتْ بصقرينِ غطريفينِ لو وزنا | بهضبِ رضوى إذاً مالا براجحها |
بِهَاشِميَّيْنِ بَدْريَّيْنِ إِن لَحَجَتْ | مغَالِقُ الدَّهْرِ كانا مِن مَفَاتِحِها |
نصلانِ قدْ أثبتا في قلبِ شائنها | نارينِ أوقدتا في كشحِ كاشحها |
وكذبَ اللهُ أقولاً قرنتَ بها | بِحُجَّة ٍ تُسْرَجُ الدُّنْيَا بِوَاضِحها |
مُضِيئَة ٍ نَطَقتْ فينا كما نَطقَتْ | ذبيحة ُ المصطفى موسى لذابحها |
لئنْ قلبيكَ جاشتْ بالسماحة ِ لي | لقَدْ وَصَلْتُ بِشُكْرِي حَبْلَ ماتِحِهَا |
وقدْ رأتني قريشٌ ساحباً رسني | إليْكَ عَنْ طَلْقها وَجْهَاً وَكالحها |
إِذَا القَصَائِدُ كانَتْ مِنْ مَدَائِحهمْ | فأَنت لاشَك عِنْدي مِنْ مَدَائِحِها |
وإنْ غرائبها أجدبنَ منْ بلدٍ | كانَتْ عَطاياكَ أَنْدَى مِنْ مَسارِحِها |