غدا الملكُ معموَ الحرا والمنازِلِ
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
غدا الملكُ معموَ الحرا والمنازِلِ | مُنَورَوحْفِ الرَّوْضِ عَذْبَ المَناهِلِ |
بمُعْتَصِمٍ باللهِ أَصْبَحَ مَلْجَأً | ومُعْتَصَماً حِرْزاَ لِكُل مُوَائِلِ |
لقد ألبسَ اللهُ الإمامَ فضائلاً | وتابعَ فيها باللُّهى والفواضلِ |
فأضحتْ عطاياهُ نوازعَ شرَّداً | تسائلُ في الآفاقِ عنْ كلِّ سائلِ |
مَواهِبُ جُدْنَ الأَرْضَ حتَّى كأَنَّما | أخذْنَ بآدَابِ السَّحابِ الهَوَاطِلِ |
إذا كانَ فخراً للممدّحِ وصفُه | بِيَوْمِ عِقَابٍ أَوْ نَدى ً مِنْهُ هَاملِ |
فكمْ لحظة ٍ أهديتها لابن نكبة ٍ | فأصبحَ منها ذا عقابٍ ونائلِ |
شهدْتُ أميرَ المؤمنينَ شهادة ً | كَثَيرٌ ذَوُو تَصْدِيقها في المحافلِ |
لَقد لَبِسَ الأَفْشينُ قَسْطَلَة َ الوَغَى | مِحَشّاً بنَصْلِ السَّيْفِ غَيَرَ مُوَاكِلِ |
وسارَتْ بهِ بينَ القنابلِ والقنا | عَزائِمُ كانَتْ كالقَنَا والقَنابِلِ |
وجرَّدَ منْ آرائهِ حينَ أضرمَتْ | به الْحَرْبُ حدّاً مِثْلَ حَد المَنَاصِلِ |
رأى بابَكٌ منه التي لا شوى لها | فَتُرْجَى سِوَى نَزْعِ الشَّوَى والمَفَاصِلِ |
تراه إلى الهيجاء أولَ راكبٍ | وتحتَ صَبير المَوْتِ أَوَّلَ نَازِلِ |
تسربلَ سربالاً من الصبر وارتدى | عليه بغضبٍ في الكريهة ِ قاصلِ |
وقَدْ ظُللَتْ عِقْبَانُ أعلامِهِ ضُحى ً | بعقبان طيرٍ في الدماءِ نواهلِ |
أقَامَتْ مع الرَّاياتِ حتَّى كأَنَّها | مِنَ الجيْشِ إِلاَّ أَنَّها لَمْ تُقَاتِلِ |
فَلمَّا رَآهُ الخُرَّمِيُّونَ والقنَا | بوبلٍ أغاليه مُغيثَ الأسافلِ |
رأَوْا مِنه لَيْثَاً فابذَعَرَّتْ حُمَاتهُمْ | وقدْ حكمَتْ فيهِ حُماة ُ العوامِلِ |
عشية َ صدِّ البابكيُّ عن القنا | صدودَ المقالي لا صدود المجاملِ |
تَحَدَّرَمِنْ لِهْبَيْهِ يَرْجُو غَنِيمَة ً | بساحة ِ لا الواني ولا المتخاذلِ |
فكَانَ كشَاة ِ الرَّمْلِ قَيَّضَهُ الرَّدَى | لقانصه من قبلِ نصبِ الحبائلِ |
وفي سنة ٍ قدْ أنفدَ الدَّهرُ عُظمها | فلمْ يُرْجَ مِنْها مُفْرَجٌ دُونَ قَابلِ |
فكانتْ كنابٍ شارفِ السنِّ طرقتْ | بسَقْبٍ وكانَتْ في مَخِيلَة ِ حَائِلِ |
وعاذَ بإطرافِ المعاقلِ مُعصماً | وأُنْسِيَ أَنَّ اللهَ فوقَ المعَاقِلِ |
فوَلَّى وماأَبقَى الرَّدَى مِنْ حُماتِهِ | له غَيرَ أَسآرِ الرمَاح الذَّوابِلِ |
أما وأبيهِ وهوَ مَنْ لا أبا لهُ | يُعدُّ لقدْ أمسى مضيءَ المقاتلِ |
فتوحٍ أميرِ المؤمنينَ تفتَّحتْ | لهنَّ أزاهيرُ الرُّبا والخمائلِ |
وعاداتُ نصرٍ لم تزلْ تستعيدها | عِصَابَة ُ حَقٍّ في عِصَابَة ِ بَاطِلِ |
وما هوَ إلا الوحيُ أو حدُّ مرهفٍ | تُمِيلُ ظُباهُ أَخدَعَيْ كُل مَائِلِ |
فهذا دواءُ الداءِ من كلِّ عالمٍ | وهَذا دَواءُ الدَّاءِ مِنْ كُل جَاهِلِ |
فيا أيها النوامُ عن ريق الهدى | وقَدْ جَادَكُمْ مِنْ دِيْمَة ٍ بَعْدَ وَابِلِ |
هُوَ الْحَقُّ إنْ تسْتَيْقِظُوا فيهِ تَغْنَمُوا | وإِنْ تَغْفُلُوا، فالسَّيْفُ لَيْسَ بغافِلِ |