طَلَلَ الجَميعِ، لَقَدْ عَفَوْتَ حَميدَا
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
طَلَلَ الجَميعِ، لَقَدْ عَفَوْتَ حَميدَا | وكفى على رزئي بذاكَ شهيدا |
دِمَنٌ كأَنَّ البَيْنَ أصْبَحَ طالباً | دمناً لدى آرامها وحقودا |
قَرَّبْتَ نَازِحَة َ القُلُوب منَ الجَوَى | وتركتَ شأوَ الدمعِ فيكَ بعيدا |
خَضِلاً، إذَا العَبَراتُ لم تَبْرَحْ لَها | وطناً سرى قلقَ المحلِّ طريدا |
أَمَواقِفَ الفِتْيَانِ تَطْوِي لَمْ تَزُرْ | مِنْ كل لَهْفَانَ زِدْتَ في أَوَدِ الـ |
أذكرتنا الملكَ المضللَ في الهوى | والأعشيينِ وطرفة ً ولبيدا |
حلوا بها عقدَ النسيبِ ونمنموا | منْ وَشيها حُلَلاً لها وقَصيدَا |
راحَتْ غَوَاني الحَي عَنْكَ غَوانياً | يلبسنَ نأياً تارة ً وصدودا |
منْ كُلّ سَابِغة الشَّباب إذَا بَدَتْ | تَرَكَتْ عَميدَ القَرْيَتيْن عَميدا |
أُولِعْنَ بالمُرْدِ الغَطارِف بُدَّناً | غيداً ألفْنَهُمُ لدَاناً غيدَا |
أحلى الرجالِ منَ النساءِ مواقعاً | منْ كانَ أشبههمْ بهنَّ خدودا |
فاطْلُبْ هُدوءاً بالتَّقَلْقُلِ واسْتِثرْ | بالعيسِ منْ تَحْت السُّهَاد هُجُودَا |
من كلِّ معطية على عللَ السرى | وَخْداً يَبيتُ النومُ منْهُ شَرِيدَا |
تخدي بمنصلتٍ يظلًُّ إذا ونى | ضرباؤهُ حلساً لها وقتودا |
جعلَ الدجى جملاً وودعَ راضياً | بالهُونِ يَتَّخذُ القُعُودَ قَعُودَا |
طبلتْ ربيعَ ربيعة َ الممهي لها | فوردنَ ظلَّ ربيعة َ الممدودا |
بَكْريَّهَا عَلَوِيَّها صَعْبِيَّهَا الـ | حصني شيبانها الصنديدا |
ذهليها مريها مطريها | يمنى يديها خالدَ بنَ يزيداَ |
نسبٌ كأنَّ عليهِ منْ شمسِ الضحى | نوراً ومنْ فَلَقِ الصَّباحِ عَمُودا |
عريانٌ لا يكبو دليلٌ من عمى | فيه ولا يَبْغي عليْه شُهُودَا |
شَرَفٌ على أُولَى الزَّمان وإنَّما | خَلَقُ المُناسب أَنْ يكونَ جَديدَا |
لَوْ لَمْ تَكُنْ منْ نَبْعَة ٍ نَجْدِيَّة ٍ | علوية ٍ لظننتَ عودكَ عودا |
مَطَرٌ أَبُوكَ أبو أهلَّة وَائل | مَلأَ البَسيطَة َ عُدَّة ً وعَدِيدَا |
كُلُّ امْرِئٍ لاجِئٌ إلى سَنَدِهِ | وَلَدَ الحُتُوفُ أساوداً وأسودَا |
ربداً ومأسدة ً على أكتادها | لبدٌ تخالُ فليلهنَّ لبودا |
ورثوا الأبوة َ والحظوظُ فأصبحوا | جَمَعوا جُدُوداً في العُلَى وجُدُودا |
وقرُ النفوس إذا كواكبُ قعضبِ | أردينَ عفريتَ الوغى المريدا |
زهراً إذا طلعتْ عل حجبُ الكلى | نَحَسَتْ وإن غابتْ تَكونُ سُعُودَا |
ما إنْ ترى إلاَّ رئيساً مقصداً | تَحْتَ العَجاج وعاملاً مَقْصُودا |
فزعوا إلى الحلقِ المضاعفِ وارتدوا | فيها حَديداً في الشُّؤونِ حَديدَا |
مشياً يهدُّ الراسياتِ وئيدا | |
يَغشَوْنَ أَسْفَحَهُم مَذَانبَ طَعْنَة ٍ | سيحٍ وأشنعَ ضربة ٍ أخدودا |
ما إن ترى الأحسابَ بيضاً وضحاً | إلاَّ بحيثُ ترى المنايا سودا |
لَبِسَ الشَّجاعَة َ إنَّها كانَتْ لَهُ | قدماً نشوغاً في الصبا ولدودا |
بَأْساً قَبِيليّاً وبأْسَ تَكرُّمٍ | |
وإذَا رأَيْتَ أبا يَزيدٍ في نَدًى | |
يَقْري مُرَجيه مُشاشَة َ ماله | وشبا الأسنة َ ثغرًة ووريدا |
أيقنتَ أنَّ منَ السماحِ شجاعة ً | تدمي، وانَّ منَ الشجاعِة ِ جودا |
وإذا سرحتَ الطرفَ حولَ قبابهِ | لمْ تَلْقَ إلاَّ نعْمَة ً وحَسُودَا |
ومكارماً عتقَ النجارِ، تليدة ًَ | إنْ كانَ هَضْبُ عَمَايَتيْنِ تَليدَا |
ومتَى حَللْتَ به أَنَالَكَ جُهْدَه | ووَجدْتَ بَعْدَ الجهد فيه مَزيدَا |
مُتَوَقدٌ منْهُ الزَّمانُ ورُبَّما | كانَ الزمانُ بآخرينَ بليدا |
أبقى يزيدُ ومزيدٌ وأبوهما | وأبوهُ ركنكَ في الفخارِ شديدا |
سَلَفُوا يروْنَ الذكْرَ عَقْباً صالحاً | ومضوا يعدونَ الثناءَ خلودا |
إنَّ القَوافِيَ والمساعِيَ لم تَزَلْ | مثْلَ النظام، إذَا أصابَ فَرِيدَا |
هيَ جوهرَ نثرٌ، فإنْ ألفتهُ | بالشعرِ صارَ قلائداً وعقودا |
في كلِّ معترك وكلِّ مقامة ً | يأْخُذْنَ منْهُ ذمَّة ً وعُهودَا |
فإذَا القَصائِدُ لَمْ تَكُنْ خُفَراءَها | لَمْ تَرْضَ منها مَشْهداً مَشْهُودا |
من أَجْلِ ذلكَ كانت العَرَبُ الأُلَى | يدعونَ هذا سؤدداً محدودا |
وتندّ عندهمُ العلى َ إلاَّ على ً | جعلتْ لها مررُ القصيدِ قيودا |