أَعِيدي النَّوْحَ مُعْوِلة ً أعِيدي
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
أَعِيدي النَّوْحَ مُعْوِلة ً أعِيدي | وزِيدي مِنْ بُكائِكِ ثُمَّ زِيدي |
وقُومِي حاسِراً في حاسِرَات | خَوَامِشَ للنُّحورِ ولِلخُدُودِ |
هُوَ الخَطْبُ الذي ابتَدَعَ الرَّزَايَا | وقالَ لأَعْيُنِ الثَّقَليْنِ جُودِي |
ألا رزئتْ خراسانٌ فتاها | غداة َ ثوى عميرُ بن الوليدِ |
ألا رزئتْ بمسؤول منيل | ألا رزئتْ بمتلاف مفيدِ |
ألا إنَّ الندى والجودَ حلا | بِحيثُ حَلَلْتَ مِنْ حُفَرِ الصَّعِيدِ |
بنفسي أنتَ منْ ملكٍ رمتْه | مَنيَّتُه بِسَهْمِ رَدَى سَدِيدِ |
تجلَّتْ غمرة ُ الهيجاءِ عنْه | خضيبَ الوجهِ من دمهِ الجسيدِ |
فيا بحرَ المنونِ ذهبتَ منه | بِبَحْرِ الجُودِ في السَّنة ِ الصَّلُودِ |
ويا أسَدَ المَنُونِ فَرَسْتَ منه | غداة َ فرستَه أسدَ الأسودِ |
أَبِالبَطَلِ النَّجِيدِ فَرَسْتَ منه | نَعمْ وبِقَاتِلِ البَطَلِ النَّجِيدِ |
تَرَآى لِلطعانِ وقَدْ تَرَاءَتْ | وُجُوهُ المَوْتِ مِنْ حُمْرٍ وسُودِ |
فلمْ يَكُنِ المُقَنَّعَ فيهِ رَأْساً | خَلا أَنْ قَدْ تَقَنَّعَ بالحَديدِ |
فيا لك وقعة ً جللاً أعارتْ | أسى ً وصبابة ً جلدَ الجليدِ |
ويا لك ساحة ً أهدتْ غليلاً | إلى أكبادِنا أبدَ الأبيدِ |
وإنَّ أميرنا لم يألُ نصحاً | وعَدْلاً فيالرَّعَايا والجُنُودِ |
أفاضَ نَوالُ راحتِه لَدَيهِمْ | وسَامَحَ بالطَّريفِ وبالتَّليدِ |
وأصحَرَ دُونَهمْ لِلمَوْتِ حتَّى | سَقَاهُ المَوْتُ مِنْ مَقِرٍ هِبِيدِ |
وما ظَفِرُوا به حتى قَرَاهُمْ | قَشَاعِمَ أنْسُرٍ وضِباعَ بيدِ |
بطعنٍ في نحورهمِ مريدٍ | وضَرْبٍ في رُؤُوسهِمِ عَنِيدِ |
فيا يَوْمَ الثلَثاءِ اصطبَحْنا | غداة ً مِنكَ هائِلَة َ الوُرُودِ |
ويايَوْمَ الثلَثاءِ اعتُمِدْنا | بِفَقْدٍ فيكَ للسَّندِ العَمِيدِ |
فكمْ أسخنتَ منا منْ عيونٍ | وكمْ أعثرتَ فينا منْ جدودِ |
فما زجرتْ طيوركَ عنْ سنيحٍ | ولا طلعتْ نجومُكَ بالسعودِ |
ألا يا أَيُّها المَلِكُ المُرَدَّى | رداءَ الموتِ في جدثٍ خديدِ |
حَضَرْتُ فِناءَ بابِكَ فاعتَرَاني | شجى بينَ المخنقِ والوريدِ |
رأيتُ بهِ مطايا مهملاتٍ | وأفراساً صَوَافِنَ بالوَصِيدِ |
وكُنَّ عَتَادَ إمَّا فَك عانٍ | وإما قتلِ طاغية ٍ عنودِ |
رأيتُ مؤمليكَ غدتْ عليهمْ | عوادٍ أصعدتهمْ في كؤودِ |
وأضحتْ عندَ غيركَ في هبوطٍ | حظوظٌ كنَّ عندكَ في صعودِ |
وكلهمُ أعدَّ إلياسَ وقفاً | عليكَ ونصَّ راحلة َ القعودِ |
واصبحتِ الوفودُ إليكَ وقفاً | على ألا مفادَ لمستفيدِ |
لَقَدْ سَخَنَتْ عُيُونُ الجُود لمَّا | نويتَ وأقصدَتْ غررُ القصيدِ |