ألا صنعَ البينُ الذي هو صانعُ
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
ألا صنعَ البينُ الذي هو صانعُ | فإنْ تَكُ مِجْزاعاً فما البَيْنُ جازِعُ |
هو الربيعُ من اسماءَ والعامُ رابعٌ | لهُ بلوى خبتٍ فهل أنتَ رابعُ |
ألا إنَّ صَبْرِي مِنْ عَزائي بَلاقِعٌ | عشيّة َ شاقتني الديارُ البلاقعُ |
كأنَّ السَّحَابَ الغُرَّ غَيَّبْنَ تَحتَها | حَبيباً فما تَرْقَا لَهُنَّ مَدَامِعُ |
ربى ً شفعت ريحُ الصبا لرياضها | إلى الغيثِ حتى جادها وهو هامعُ |
فَوجْهُ الضَّحَى غَدْواً لهنَّ مُضَاحِكٌ | و جنبث الندى ليلاً لهنَّ مضاجع |
كساك من الأنوارِ أصفرُ فاقعُ | و ابيضُ نصاعٌ وأحمرُ ساطعُ |
لئن كان أمسى شملُ وحشيك جامعاُ | لقد كَانَ لي شَمْلٌ بِأُنْسِكِ جامِعُ |
أُسيءُ على الدَّهْرِ الثناءَ فقَدْ قَضَى | عليَّ بجورٍ صرفهُ المتتابعُ |
أيرضخنا رضخَ النوى وهو مصمتٌ | و يأكلنا أكل الدبى وهو جائعُ |
و إني إذا ألقى بربعيَ رحلهُ | لأُذعِرُهُ في سِرْبِهِ وهْوَ راتِعُ |
أبو مَنْزِلِ الهّم الذي لو بَغَى القِرَى | لَدَى حَاتِمٍ لم يُقْرِهِ وهْوَ طائِعُ |
اذا شرعت فيهِ الليالي بنكبة ٍ | تمزقن عنهُ وهو بالصبرِ دارعُ |
و ان أقدمت يوماُ عليه رزية ٌ | تَلقَّى شَبَاها وهو بالصَّبْرِ دَارِعُ |
لهُ هممٌ ما إن تزالُ سيوفها | قواطعَ لو كانت لهنَّ مقاطع |
ألا إنَّ نفسَ الشعرِ ماتت وإن يكن | عداها حمامُ الموتُ فهي تنازعُ |
سأبكي القوافي بالقوافي فإنها | عليها- ولم تَظْلِمْ بِذاك- جَوَازِعُ |
أراعي مظلاتِ المروءة ِ مهملٌ | وحافِظُ أيَّامِ المَكارِمِ ضَائِعُ ! |
وعاوٍ عَوَى والمَجْدُ بَيْني وَبينَه | له حَاجِزٌ دُوني ورُكْنٌ مُدَافَعُ |
ترقت مناهُ طودَ عزٍ لو ارتقت | بهِ الرّيحُ فِتْراً لانْثَنَتْ وهْيَ ظَالِعُ |
أنا ابنُ الذينَ استرضعَ الجودُ فيهم | و سميَ فيهم وهو كهلٌ ويافعُ |
سَما بيَ أَوْسٌ في السَّماءِ وحاتِمٌ | وزيْدُ القَنا والأثْرَمانِ ورَافِعُ |
و كان إياسٌ ما اياسٌ وعارفٌ | و حارثة ٌ أوفى الورى والأصابعُ |
نُجومٌ طوالِيعٌ جِبالٌ فَوارِعٌ | غيوثٌ هواميعٌ سيولٌ دوافعُ |
مَضَوْا وكأَنَّ المَكْرُمَاتِ لَدَيْهمُ | لكثرة ما أوصوا بهنَّ شرائعُ |
فأيُّ يدٍ في المحلٍ مدت فلم يكن | جُنُوبُ فُيُولٍ ما لَهُنَّ مَضَاجِعُ |
همُ استودعو المعروفَ محفوظَ مالنا | فضاع وما ضاعت لدينا الودائعُ |
بَهاليلُ لَوْ عَايَنتَ فَضْلَ أَكُفَّهمْ | لأيقنت أنّ الرزقَ في الأرضِ واسعُ |
إذا خَفَقَتْ بالبَذْلِ أَرواحُ جُودِهِمْ | حداها الندى واستنشقتها المطامعُ |
رياحٌ كريحِ العنبرِ الغضِّ في الندى | ولكنَّها يومَ اللَّقَاءِ زَعازعُ |
إِذا طَيىء ٌ لم تَطْوِ مَنْشُورَ بَأْسِها | فأنفُ الذي يهدي لها السخطَ جادعُ |
هِيَ السّمُّ ما يَنْفَكُّ في كل بلدة ٍ | تَسِيلُ بِهِ أَرماحُهمْ وهْوَ ناقِعُ |
أصارت لهم أرضَ العدوِّ قطائعاً | نفوسٌ لحدِّ المرهفاتِ قطائعُ |
بكلِّ فتى ً ما شابَ منروعِ وقعة ٍ | و لكنهُ قد شبنَ منهُ الوقائعُ |
اذا ماأغاروا فاحتووا مالَ معشرٍ | أغارت عليهم فاحتوتهُ الصنائعُ |
فتعطي الذي تعطيهم الخيل والقنا | أكفٌّ لا رثِ المكرماتِ موانعُ |
همُ قوّموا درءَ الشآمِ وأيقظوا | بِنَجْدٍ عُيونَ الحَرْبِ وهْيَ هَواجعُ |
يَمدُّونَ بالبيضِ القَواطِعِ أَيْدِياً | وهُنَّ سَواءٌ والسُّيُوفُ القَواطِعُ |
إِذا أَسَرُوا لم يَأْسُرِ البأْسُ عَفْوَهُم | و لم يمسِ عانٍ فنهمِ وهو كانعُ |
إذا أطلقوا عنهُ جوامعَ غلهِ | تيقنَّ أنّ المنَّ أيضاً جوامعُ |
وإِنْ صارَعُوا في مَفْخَر قامَ دُونَهُمْ | و خلفهم بالجدِّ جدَّ مصارعُ |
عَلَوْا بِجُنُوبٍ مُوجَدَاتٍ كأنَّها | جنوبٌ قبولٌ ما لهنَّ مضاجعُ |
كشفتُ قناعَ الشعرِ عن حرِّ وجههِ | وَطَيَّرْتُه عَنْ وَكْرِهِ وهْوَ وَاقِعُ |
بعزٍّ يراها من يراها بسمعهِ | فيَدنو إِليها ذُو الحِجَى وهْوَ شاسِعُ |
يودُّ وداداً أنَّ أعضاءَ جسمهِ | إِذا أُنْشِدَتْ شَوْقاً إِليها مَسامَعُ |