رَيْبُ دَهْرٍ أَصَمَّ دُونَ العِتَابِ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
رَيْبُ دَهْرٍ أَصَمَّ دُونَ العِتَابِ | مرصدٌ بالأوجالِ والأوصابِ |
جفَّ درُّ الدنيا فقدْ أصبحتْ تكـ | ـتَالُ أَروَاحَنَا بغيرِ حِسَابِ |
لوْ بدتْ سافراً أهينتْ ولكنْ | شعفَ الخلقَ حسنُهَا في النقابِ |
إنْ ريبَ الزمان يحسنُ أنْ يهـ | ـدي الرزايا إلى ذوي الأحسابِ |
فلهذا يجفُّ بعدَ اخضرارٍ | قبلَ روضِ الوهادِ روضَ الروابي |
لمْ تدُرْ عينه عن الحُمسِ حتى | ضعضعتْ ركنَ حميرَ الأربابِ |
بطشتْ منهمْ بلؤلؤة ِ الغوا | صِ حُسْناً ودُمْيَة ِ المِحْرَابِ |
بالصَّريحِ الصَّريحِ والأَرْوَعِ الأَرْ | وعِ منهمْ وباللبابِ اللبابِ |
ذَهبَتْ مُحمَّدُ الغُرُّ مِنْ أَيّا | مِكَ الواضحاتِ أيَّ ذَهَابِ! |
عبسَ اللهدُ والثرى منكَ وجهاً | غيرَ ما عابس ولا قطابِ |
أطفَأَ اللَّحْدُ والثَّرَى لُبَّكَ المُسْـ | ـرجَ في وقتِ ظلمة َ الألبابِ |
وتبدَّلتَ منزلاً ظاهرَ الجدْ | بِ يسمى مقطعَ الأسبابِ |
مَنْزِلاً مُوحِشاً وإنْ كانَ مَعْـ | ـمُوراً بحِل الصَّدِيقِ والأحبابِ |
يا شِهَاباً خَبا لآلِ عُبَيْدِ اللَّـ | ـهِ أعزِزْ بِفَقْدِ هذا الشهَابِ! |
زَهْرَة ٌ غَضَّة ٌ تَفتَّقَ عَنها الـ | ـمَجْدُ في مَنْبِتٍ أَنِيقِ الجَنَابِ |
خلقٌ كالمدام أو كرضابِ المسـ | ـكِ أوْ كالعَبِيرِ أَوْ كالمُلابِ |
وحَياً ناهِيكَ في غيْرِ عِيٍّ | وصِباً مُشْرِقٌ بغيرِ تَصَابِ |
أنزلتهُ الأيامُ عن ظهرها من | بعدِ إثباتِ رجلهِ في الركابِ |
حِينَ سَامَى الشَّبَابَ واغتدَتِ الدُّنـ | ـيا عليهِ مَفْتُوحَة َ الأبوابِ |
وحَكى الصَّارِمَ المُحَلَّى سِوى أَنَّ | حلاهُ جواهرُ الآدابِ |
وهوَ غضُّ الآراءِ والحزمِ خرقٌ | ثمَّ غضُّ النوالِ غضُّ الشبابِ |
قصدتْ نحوهُ المنية ُ حتى | وهَبتْ حُسنَ وجْهِهِ للتُّرابِ |