داعَ دعا بلسانِ هادٍ مرشدِ
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
داعَ دعا بلسانِ هادٍ مرشدِ | فأجابَ عزمٌ هاجدٌ في مرقدِ |
نادَى وَقدْ نَشرَ الظَّلامُ سُدولهُ | والنَّومُ يحكمُ في عُيون الرُّقَّدِ |
يا ذائدِ الهيمِ الخوامسِ وفها | عشراً وافِ بها حياضَ محمدِ |
يمددنَ للشرفِ المنيفِ صوادياً | أعناقهنَ إلى حياضِ السؤددِ |
وتَنبَّهتْ فِكرٌ فَبتنَ هَواجِساً | في قلبِ ذي سمرِ بها متهجدِ |
لما رأيتكَ يا محمدُ تصطفي | صفوَ المحامدِ منْ ثناءِ المجتدي |
سيرتُ فيكَ مدائحي فتركتها | غرراً تروحُ بها الرواة ُ وتغتدي |
مالي إذا ما رضتُ فيكَ غربية ً | جاءَتْ مَجيءَ نَجيبة ٍ في مَقوَدِ ! |
ما ذاكَ إلاَّ أنَّ زندكَ لمْ يكنْ | في كفِّ قادحهِ بزندٍ مصلدِ |
صدَّقْتَ مَدحي فيكَ حينَ رَعيتَني | لِتحرُّمي بالسَّيّدِ المُتَشَهدِ |
ولجأْتُ مِنكَ إلى ابنِ مَلكٍ أَنبأَتْ | عنهُ خلائقهُ بطيب المحتدِ |
ملكٌ يجودُ ولا يُؤامرُ آمِراً | فيهِ ويَحكمُ في جَداه المُجْتَدِي |
ويقولُ والشرفُ المنيفُ يحفهُ | لا خيرَ في شرفٍ إذا لم أحمدِ |
وأكون عندَ ظنونِ طلابِ الندى | وأذُبُّ عن شَرفي بما مَلكتْ يدِي |
يأبى لعرضي أنْ يكونَ مشعثاً | جودٌ وقاهُ بطارفٍ وبمتلدِ |
ولراحتيهِ دِيمتانِ : قَديمة ٌ | لي بالودادِ وديمة ٌ بالعسجدِ |
كمْ منْ ضريكٍ قد بسطتَ يمينهُ | بَعدَ التَّحيُّنِ في ثَراءٍ سَرمدِ |
ولربَّ حَربٍ حائلٍ لقَّحتهَا | ونَتجتَها مِنْ قَبلِ حينِ المَولدِ |
فإذا بَعثتَ لِناكثينَ عزيمة ً | عصفتْ رؤوسق منْ سيوفٍ ركدِ |
إِنَّ الخلافة َ لوجَزتكَ بموقفٍ | جعلتْ مثالكَ قبلة ً للمسجدِ |
وَسعتْ إليك جُنودها حتَّى إذا | وافتكَ خَرَّ لديكَ كلُّ مُقَلَّدِ |
واللهُ يشكرُ والخليفة ُ موقفاً | لكَ شَائعاً بالبذ صَعْبَ المَشْهَد |
في مأزقٍ ضنكِ المكرِّ مغصصٍ | أزَزِ المجَالِ مِنَ القَنا المُتقصدِ |
نازلتَ فيهِ مفنداً في دينهِ | لا بأسهِ فرآكَ غيرَ مفندِ |
فَعلوْتَ هامَتَهُ فطَارَ فراشُها | بشهابِ موتِ في اليدينِ مجردِ |
يافارِسَ الإسْلامِ أنتً حَميْتَه | وكفَيتَهُ كلَبَ العَدو المعتدِي |
ونصرْتهُ بكتائِب صَيَّرتَها | نصباً لعوراتِ العدوِّ بمرصدِ |
أصبحتَ مفتاحَ الثغورِ وقفلها | وسداد ثلمتها التي لم تسدد |
أدركت فيه دم الشَّهيد وثاره | وفلجتَ فيه بشكر كلِّ موحدِ |
ضحكتْ لهُ أكبادُ مكة َ ضحكها | في يومِ بدرٍ والعتاة ِ الشهدِ |
أحيَيْت للإسلامِ نَجدة َ خالِدٍ | وفَسَحْتَ فيهِ لِمُتْهمٍ ولمُنْجدِ |
لوْ أنَّ هرثمة َ بنَ أعينَ في الورى | حَيٌّ وعايَنَ فضْلَهُ لم يَجْحَدِ |
أو شَاهدَ الحَرْبَ المُمِرَّ مذَاقُهَا | لرآهُ أقمعَ للعتاة ِ العندِ |
وأجرَّ للخَيلِ المُغيرة ِ في السُّرى | وأَذبَّ مِنهُ باللسَانِ وباليد |
أما الجيادُ فقدْ جرت فسبقتها | وشربتَ صفو زلالها في الموردِ |
غادرتَ طلحة َ في الغبارِ وحاتماً | وأبانَ حسرى عنْ مداكَ الأبعدِ |
وطلعتَ في درج العلى حتى إذا | جئتَ النجومَ نزلتَ فوقَ الفرقدِ |
فانعمْ فكنيتكَ التي كنيتها | فَأُلٌ جرَى لكَ بالسَّعادة ِ فاسْعدِ |
ولقدْ وفدتَ إلى الخليفة ِ وفدة ً | كانت على قدرٍ بعد الأسْعُدِ |
زرتَ الخليفة َ زورة ً ميمونة ً | مذكورَة ً قطَعتْ رَجاءَ الحُسَّدِ |
يتنفسونَ فتنثني لهواتهمْ | من جمرة ِ الحسدِ التي لم تبردِ |
نفسُوكَ فالتَمسوا نَداكَ فحاولوا | جَبلاً يَزِلُّ صفيحُهُ بالمَصعَدِ |
دَرسَتْ صفائحُ كيدهم فكأنَّما | أذكرنَ أطلالاً برقة ثمهدِ |