ما اليوم أولَ توديعٍ ولا الثاني
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقة واحدة
.
ما اليوم أولَ توديعٍ ولا الثاني | البينُ أكثرُ من شوقي وأحزاني |
دَعِ الفِرَاقَ فإنَّ الدَّهْرَ سَاعدَه | فصارَ أملكَ من روحي بجثماني |
خَلِيفَة ُ الْخِضْرِ مَنْ يرْبَعْ على وَطَنٍ | في بلدة ٍ فظهورُ العيسِ أوطاني |
بالشام أهلي وبغدادُ الهوى وأنا | بالرقتين وبالفسطاطِ إخواني |
وَما أَظُنُّ النَّوَى تَرْضَى بما صَنَعَتْ | حتى تطوحَ بي أقصى خراسانِ |
خَلَّفْتُ بالأُفُقِ الغَرْبيّ لي سَكَناً | قدْ كانَ عيشي به حلواً بحلوانِ |
غُصْنٌ مَنَ البَانِ مُهْتَزٌّ على قَمَرٍ | يهتزُّ مثلَ اهتزازِ الغصنِ في البانِ |
أفنيتُ من بعدهِ فيضَ الدموع كما | أفنيتُ في هجرهِ صبري وسلواني |
وليسَ يَعْرِفُ كُنْهَ الوَصْلِ صَاحُبه | حتى يغادى بنأي أو بهجرانِ |
إسَاءَة َ الحَادِثَاتِ استَبْطِني نَفقاً | فقَدْ أَظَلَّكِ إحسَانُ ابنِ حَسَّانِ |
أمسكتُ منهُ بودٍّ شدَّ لي عقداً | كأنَّما الدَّهْرُ في كَفي بِها عَانِ |
إذَا نَوَى الدَّهْرُ أَن يُودِي بتالِدِه | لم يستعنْ غيرَ كفيهِ بأعوانِ |
لَوْ أّنَّ إجماعَنا في فَضْلِ سُؤْدُدِهِ | في الدينِ لم يختلِفْ في الأُمَّة ِ اثنَانِ |