إنَّ الأَمِيرَ حِمَامُ الْجَارمِ الْجَاني
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
إنَّ الأَمِيرَ حِمَامُ الْجَارمِ الْجَاني | ومسترادُ أماني الموثقِ العاني |
إذا ثوى جارُ قومٍ في بلادهمِ | فجَارُهُ نَازِلٌ في رَأْسِ غُمْدَانِ |
كَمْ صَامِتٍ صَامِتي الضَّرْبِ فُزْتُ بهِ | مِنْهُ وحَلْيٍ مَنَ المَعْروفِ حلاَّني |
يعطي فيكسبني حمداً بنائِله | وتَالِدي وافِرٌ باقٍ وقُنْيَاني |
فمنْ رآني من الأقوامِ كلهمِ | فقد رأى محسناً من غير إحسانِ |
جَاني نَخيلٍ سِوَاهُ كانَ ألَّفَها | غرساً، وساكنُ قصرٍ غيرهُ الباني |
هل أنتَ صائنُ عرضي لي ومفلتي | بِمَاءِ وَجْهِي سَليماً مِنْ سُلَيمان |
فتى فتاءٍ وفتيانية ٍ وأخو | نوائبٍ وملماتٍ وأزمانِ |
مسنُّ فكرٍ إذا كلتْ مضارُبه | يوماً وصقيلُ ألبابٍ وأذهانِ |
ذُو الوُد مِني وَذُو القُرْبى بِمَنْزِلَة ٍ | وإخوتي أسوة ٌ عندي وإخواني |
لاتُخلِقَنْ خُلُقِي فيِهمْ وقَدْ سَطَعَتْ | ناري وجددَ من حالي الجديدانِ |
في دَهْرِيَ الأوَّل المَذموم أعرِفُهمْ | فالآن أنكرهُم في دهري الثاني ؟! |
لاقَى إذن غَرْسُهمْ أكدَى ثَرًى وجَرَت | مِني ظُنُونُهم في شَر مَيدانِ |
عَصَابَة ٌ جَاورَتْ آدَابُهمْ أَدَبي | فهمْ وإن فرقوا في الأرضِ جيراني |
أرواحُنا في مكانٍ واحدٍ وغدتْ | أبداننا في شآمٍ أو خراسانِ |
وربَّ نائي المغاني روجهُ أبداً | لصيقُ روحي، ودانٍ ليس بالداني |
أفي أخٍ ليّ فردٍ لا قسيمَ لهُ | في خَالِصِ الوُد مِنْ سِرّي وإعلاني |
تُرَدُّ عَنْ بَحْرِكَ المَوْرُودِ رَاجَعَة ً | بغيرِ حاجاتها دلوي وأشطاني؟! |
مسلطٌ حيثُ لا سلطانَ لي ويدي | مغلولة ُ النفعِ والسلطانُ سلطاني |
كالنَّارِ بَارِدَة ً في عُودِها ولَها | إن فارقَتْهُ اشتِعالٌ ليسَ بالوَاني |
ما أنسَ لا أنسَ قولاً قالهُ رجلٌ | غضضتُ في عقبه طرفي وأجفاني |
نَلِ الثُّرَيَّا أو الشعْرَى فليسَ فَتًى | لَمْ يُغنِ خمْسِينَ إنساناً بإنَسانِ! |