نُسَائِلُهَا أَيَّ المَواطِنِ حَلَّتِ
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
نُسَائِلُهَا أَيَّ المَواطِنِ حَلَّتِ | وأيِّ ديارٍ أوطنتها وأيتِ |
وماذا عليها لو أشارتْ فودعت | إلينا بأطرافِ البنانِ وأومتِ |
وما كانَ إلاّ أنْ تولتْ بها النوى | فَوَلَّى عَزَاءُ القَلْبِ لَمَّا تَوَلَّتِ |
فأما عيونٌ العاشقينَ فأسخنتْ | وأَمّا عيُونُ الشامِتينَ فَقَرَّتِ |
ولما دعاني البينُ وليتٌ إذْ دعا | ولما دعاها طاوعتهُ ولبتِ |
فلمْ أرَ مثلي كانَ أوفى بذمة ٍ | ولا مثلها لم ترعَ عهدي وذمتي |
مَشُوقٌ رَمَتْهُ أَسْهُمُ البَيْن فانْثَنَى | صَريعاً لها لمَّا رَمَتْهُ فأَصْمَتِ |
ولوْ أَنّها غَيْرُ النَّوَى فَوَّقَتْ لَهُ | بأسهمها لمْ تصمْ فيهِ واشوتِ |
كأَنَّ عَليْها الدَّمْعَ ضَرْبة ُ لازِبٍ | إِذَا ما حَمَامُ الأَيْكِ في الأَيْكِ غَنَّتِ |
لئنْ ظمئتْ أجفانُ عيني إلى البكا | لقَدْ شَرِبَتْ عَيْني دَماً فَتَروَّتِ |
عليها سلامُ اللهِ أني استقلتِ | وأَنَّى اسْتَقَرَّتْ دَارُها واطْمَأَنَّتِ |
ومجهولة ِ الأعلامِ طامسة ِ الصوى | إذا اعتسفتها العيسُ بالركبِ ضلتِ |
إذا ما تنادى الركبُ في فلواتها | أجابتْ نداءَ الركبِ فيها فاصدتِ |
تعسفتها والليلُ ملقٍ جرانهُ | وجوزاؤهُ في الأفقِ حينَ استقلتِ |
بِمُفْعَمَة ِ الأَنْسَاعِ مُوجَدَة ِ القَرَا | أمون السرى تنجو إذا العيسُ كلتِ |
طَمُوحٌ بِأَثْنَاءِ الزمامِ كَاَنَّمَا | تَخَالُ بِها مِن عَدْوها طَيْفُ جِنَّة ِ |
إلى حيثُ يلفى الجودُ سهلاً منالهُ | وخيرِ امرى ٍ شدتْ إليهِ وحطتِ |
إلى خَيْرِ مَنْ سَاسَ الرّعيَّة َ عَدْلُهُ | وَوطَّدَ أَعْلاَمَ الهُدَى فاسْتَقَرَّتِ |
حبيشَ حبيشُ بنُ المعافى الذي بهِ | أمرتْ حبالُ الدينِ حتى استمرتِ |
ولَوْلا أَبُو اللَّيْثِ الهُمَامُ لأَخْلَقَتْ | مِنَ الديْنِ أَسبَابُ الهُدَى وأَرَثَّتِ |
أقرِّ عمودَ الدينِ في مستقرهِ | وقدْ نهلتْ منهُ الليالي وعلتِ |
ونَادَى المعَالي فاسْتَجَابَتْ نِدَاءَهُ | ولوْ غيرهُ نادى المعالي لصمتِ |
ونِيطَتْ بحَقْوَيْهِ الأُمُورُ فَأَصْبَحَتْ | بظل جَنَاحِيْهِ الأُمورُ اسْتَظَلَّتِ |
وأحيا سبيلَ العدلِ بعدَ دثورهِ | وأنهجَ سبلَ الجودِ حينَ تعفتِ |
وَيُلْوي بأَحْداثِ الزَّمَان انْتِقامُهُ | إِذَا مَا خُطوبُ الدَّهْرِ بالنَّاس أَلْوَتِ |
ويَجزيكَ بالحُسْنَى إِذَا كنْتَ مُحْسِناً | وَيغتَفِرُ العُظْمَى إِذا النَّعْلُ زَلَّتِ |
يلمُّ اختلالَ المعتفينَ بجودهِ | إذا ما ملماتُ الأمورِ ألمتِ |
هُمامٌ، وَرِيُّ الزَّنْدِ، مُسْتَحْصِدُ القُوَى | إذا ما الأمورُ المشكلاتُ أظلتِ |
إِذَا ظُلُمَاتُ الرّأْي أُسْدِلَ ثَوْبُها | تَطلَّعَ فِيهَا فَجْرُهُ فَتَجَلَّتِ |
به انكشفتْ عنا الغيابة ُ وانفرتْ | جلابيبً جورٍ عمنا فاضمحلتِ |
أغرُّ ربيطُ الجأشِ، ماضٍ جنانهُ | إذا ما القلوبُ الماضياتُ ارجحنتِ |
نَهُوضٌ بثِقْلِ العبءِ مُضْطَلِعٌ بهِ | وإِنْ عَظُمَتْ فِيه الخُطوبُ وجَلَّتِ |
تطوعُ لهُ الأيامُ خوفاً ورهبًة | إذا امتنعتْ من غيره وتأبتِ |
لهُ، كلَّ يومٍ، شملَ مجدٍ مؤلفٍ | وشملٌ ندى َ بينَ العفاة ِ مشتتِ |
أبا الليثِ، لولا أنتَ لانصرمَ الندى | وأدركتَ الأحداثُ ما قدْ تمنتِ |
أَخَافَ فُؤَادَ الدَّهْرِ بَطْشُكَ فانْطَوتْ | على رعبٍ أحشاؤهُ وأجنتِ |
حَلَلْتَ مِنَ العِزِّ المُنيفِ مَحَلَّة ً | أَقَامَتْ بِفَوْدَيْهَا العُلَى فأَبَنَّتِ |
ليهنىء َ تنوخاً خيرُ أسرة ٍ | إذا أحصيتْ أولى البيوتِ وعدتَ |
وأنكَ منها في اللبابِ الذي لهُ | تَطأَطَأَتِ الأَحْيَاءُ صُغْراً وذَلَّتِ |
بنى لتنوخِ اللهِ عزاً مؤبداً | تزلُّ عليهِ وطأة َ المتثبتِ |
إِذَا ماحُلُومُ النَّاس حِلْمَكَ وازَنَتْ | رَجَحْتَ بأَحْلامِ الرجَال وخَفَّتِ |
إِذَا مَا يَدُ الأَيَّامِ مَدَّتْ بَنَانَها | إليكِ بخطبٍ لمْ تنلكَ وشلتِ |
وإنْ أزماتُ الدهرِ حلتْ بمعشرِ | أرقتَ دماءَ المحلِ فيها فطلتِ |
إذا ما امتطينا العيسَِ نحوكِ لم نخفْ | عِثَاراً ولَمْ نَخْشَ اللَّتَيَّا ولاَ الَّتي |