ألقَتْ على غَارِبي حَبْلَ امْرِئٍ عَانِ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
ألقَتْ على غَارِبي حَبْلَ امْرِئٍ عَانِ | نوى تقلِّبُ دوني طرفَ ثعبانِ |
تَوَاتَرتْ نَكَبَاتُ الدَّهْرِ تَرشُقُني | مِنْ كل صائبة ٍ عَنْ قَوْسِ غَضْبَانِ |
مَدَّتْ عِنَانَ رَجائي فاستَقَدْتُ لهُ | حتَّى رمَتْ بيَ في بَحْرِ ابنِ حَسَّانِ |
بَحْرٌ مَنَ الجودِ يَرمي مَوْجُهُ زَبَداً | حبابُهُ فضة ٌ زينتْ بعقيانِ |
لَوْلا ابنُ حَسَّانَ مَاتَ الجُودُ وانتَشَرت | مَنَاحِسُ البُخْلِ تَطْوِي كُلَّ إحسَانِ |
لمَّا تواترتِ الأيامُ تعبثُ بي | وأسقَطتْ ريحُهَا أورَاقَ أغصَاني |
وَصَلْتُ كَفَّ مُنًّى بكف غِنًى | فارقتُ بينهما همي وأحزاني |
حتى لبستُ كسى لليسرِ تنشرها | على اعتساري يدٌ لمْ تسهُ عن شاني |
يدٌ من اليسر قدَّتْ حلتي عسري | حتى مشى عُسُري في شخصِ عريانِ |
وَصَالَحَتْني اللَّيالي بَعْدما رَجَحَتْ | على سروري غمومي أيَّ رجحانِ |
فاليوم سالمني دهري وذكرني | مَنَ المَدَائِح ماقَدْ كانَ أنسَاني! |
ثُمَّ انتَضتْ لِلعِدَا الأَيَّامُ صَارِمَها | واستقَبَلْتها بوَجهٍ غَيْرِ حُسَّانِ |
سأبعثُ اليومَ آمالي إلى ملكٍ | يَلقَى المَدِيح بقَلْبٍ غَيْر نَسْيَانِ |
تَفَاءَلَتْ مُقْلَتِي فيهِ إذا اختَلَجَتْ | بالخيرِ من فوقَها أشفارُ أجفاني |
يا مَنْ بهِ بَدُنَتْ مِنْ بعدِما هَزُلَتْ | مني المنى وأرتني وجهَ خسراني |
كنْ لي مجيراً من الأيام إنَّ لها | يداً تفحصُ عن سري وإعلاني |
يابنَ الأَكارمِ والمَرْجُو مِنْ مُضَر | إذا الزمانُ جلا عن وجهِ خوَّان |
إليكَ ساقتنيَ الآمالُ يجنبها | سَحَابُ جُودِكَ مِنْ أَرْضِي وأَوطَاني! |