قد نابتِ الجزعَ من أرويّة َ النوبُ
مدة
قراءة القصيدة :
5 دقائق
.
قد نابتِ الجزعَ من أرويّة َ النوبُ | واسْتَحْقَبَتْ جدَّة ً مِن رَبْعِها الحِقَبُ |
ألو بصبركَ إخلاقُ اللوى وهفا | بِلُبكَ الشَّوقُ لَمَّا أَقْفرَ اللَّبَبُ |
خفّتْ دموعكَ في إثرِ الحبيبِ لدنْ | خفّتْ من الكثبش القضبانُ والكثبُ |
منْ كلِّ ممكورة ٍ دابَ النعيمُ لها | |
أطَاعَها الحُسْنُ وانحَطَّ الشَّبَابُ على | فؤادها وجرتْ في روحها النسبُ |
لم أنسها وروفُ البينِ تظلمها | ولامُعَوَّلَ إِلاَّ الوَاكِفُ السَّرِبُ |
أَدنَتْ نِقاباً على الخدَّيْنِ وانَتَسَبَتْ | لِلْنَّاظِرينَ بقَدٍّ لَيْسَ يَنْتَسِبُ |
ولو تبسمُ عجنا الطرفَ في بردٍ | وفي أَقاحٍ سَقَتْها الخَمْرُ والضَّرَبُ |
مِنْ شِكْلِهِ الدُّرُّ في رَصْفِ النظام ومِنْ | صفاتهِ الفتنتانِ: الظلمُ والشنبُ |
كانتْ لنا ملعباً نلهو بزخرفهِ | وقد ينفّسُ عن جدِّ الفتى اللعبُ |
وعاذلٍ هاجَ لي باللومِ مأربة ً | باتتْ عليها همومُ النّفسِ تصطخِبُ |
لمّا أطالَ ارتجالَ العذلِ قلتُ لهُ: | الحَزْمُ يُثْني خُطُوبَ الدَّهْرِ لا الخُطَبُ |
لَمْ يَجْتَمِعْ قَطُّ في مِصْرٍ ولاطَرَفٍ | مُحَمَّدُ بنُ أَبي مَرْوَانَ والنُّوَبُ |
لي من أبي جعفرٍ آخية ٌ سببٌ | إِنْ تَبْقَ يُطْلَبْ إِلى مَعْرُوفيَ السَّبَبُ |
صحّتْ، فما تمارى من تأملها | مِنْ نَحْوِ نائِله في أَنَّها نَسَبُ |
أَمَّتْ نَدَاهُ، بِيَ العِيسُ التي شَهدَتْ | لها السُّرَى والفَيافِي أَنَّها نُجُبُ |
هَمٌّ سَرَى ثُمَّ أَضحَى هِمَّة ً أمَماً | أضحتْ رجاءً وأمستْ وهي لي نشبُ |
أَعْطَى ونُطْفَة ُ وَجْهي في قَرَارتها | تصونها الوجناتُ الغضة ُ القشبُ |
لَنْ يَكْرُمَ الظَّفَرُ المُعْطَى وإِنْ أُخِذَتْ | بِهِ الرَّغَائِبُ حتَّى يَكْرُمَ الطَّلَبُ |
إِذَا تَبَاعَدَتِ الدُّنيا فَمطلَبُها | إذا توردتهُ من شعبهِ كثبُ |
ردءُ الخلافة ِ في الجلّى إذا نزلتْ | وقَيمُ المُلْكِ لا الواني ولا النَّصِبُ |
جَفْنٌ يعافُ لَذيذَ النَّوْم ناظِرُهُ | شحاً عليها وقلبٌ حولها يحبُ |
طليعة ٌ رأيهُ من دونِ بيضتها | كما انتَمَى رَابِئٌ في الغَزْو مُنْتَصِبُ |
حتَّى إِذَا مَا انَتَضَى التَّدْبيرَ ثابَ لَهُ | جَيْشٌ يُصَارِعُ عَنْهُ ما لَهُ لَجَبُ |
شعارها اسمكَ إنْ عدّتْ محاسنها | إذ اسمُ حاسدكَ الأدنى لها لقبُ |
وَزيرُ حَقٍّ ووَالي شُرْطَة ٍ ورحَا | دِيوان ملْكٍ وشِيعِيٌّ ومُحْتَسِبُ |
كالأرحبيِّ المذكي سيره المرطى | والوخدُ والملعُ والتقريبُ والخببُ |
عودٌ تساجلهُ أيامهُ فبها | من مسهِ وبهِ من مسها جلبُ |
ثبتُ الجنانِ إذا اصطكتْ بمظلمة ٍ | في رحلهِ ألسنُ الأقوامِ والركبُ |
لا المنطقُ اللغوُ يزكو في مقاومهِ | يوماً ولا حجة ُ الملهوفِ تستلبُ |
كأنما هوَ في نادي قبيلتهِ | لا القلبُ يهفو ولا الأحشاءُ تضطربُ |
وتَحْتَ ذَاكَ قَضَاءٌ حَزُّ شَفْرَتِهِ | كما يَعَضُّ بأَعْلَى الغَارِبِ القَتَبُ |
لاَ سَوْرَة ٌ تُتَّقَى مِنْهُ ولابَلَهٌ | ولا يَحِيفُ رِضاً مِنْهُ ولاغَضَبُ |
ألقى إليكَ عرى الأمرِ الإمامُ، فقدْ | شدَّ العناجُ من السلطانِ والكربُ |
يَعْشُو إِليكَ وضَوْءُ الراي قائِدُهُ | خَلِيفَة ٌ إِنما آرَاؤُهُ شُهُبُ |
إنْ تمتنعْ منهُ في الأوقات رؤيتهُ | فكُلُّ ليْثٍ هَصورٍ غِيلُهُ أَشِبُ |
أوْ تلقَ من دونهِ حجبٌ مكرّمة ٌ | يوماً فقدْ ألقيتْ من دونكَ الحجبُ |
والصبحُ تخلفُ نورَ الشمس غرتهُ | وقرنها من وراءِ الأفقِ محتجبُ |
أَما القَوافي فقَدْ حَصَّنْتَ عُذْرتها | فما يُصَابُ دَمٌ مِنها ولا سَلَبُ |
مَنَعْتَ إِلاَّ من الأكْفَاءِ نَاكِحَها | وكانَ منكَ عليها العطفُ والحدبُ |
وَلَوْ عَضَلْتَ عن الأكْفَاءِ أَيَّمَها | وَلَم يَكُنْ لَكَ في أَطْهَارِهَا أَرَبُ |
كانتْ بناتِ نصيبٍ حينَ ضنَّ بها | عَنِ المَوالِي، ولَمْ تَحْفِلْ بها العَرَبُ |
أَمَّا وحَوْضُكَ مَمْلُوءٌ، فَلا سُقِيتْ | خَوامِسي إِنْ كَفَى أَرْسَالَها الغَرَبُ |
لوْ أنَّ دجلة َ لم تحوجْ وصاحبها | أَرضَ العِرَاقَيْنِ لم تُحْفَرْ بها القُلُبُ |
لم ينتَدِبْ عُمَرٌ للإِبْلِ يَجْعَلُ مِنْ | هذا اللُّجَين فدَارَتْ فيهُم العُلَبُ |
إِنَّ الأَسِنَّة ِ والمَاذِيَّ مُذْ كَثُرا | فلا الصّياصي لها قدرٌ ولا اليلبُ |
لا نجمَ من معشرٍ إلاّ وهمتهُ | عليكَ دائِرة ٌ يا أَيُّها القُطُبُ |
وما ضميريَ في ذكراكَ مشتركٌ | ولا طريقي إلى جدواكَ منشعبُ |
لي حرمة ٌ بكَ لولا ما رعيتَ وما | أوجبت من حفظها ما خلتها تجبُ |
بَلَى لَقَدْ سَلَفَتْ في جَاهِليَّتِهمْ | للحقِّ ليسَ كحقي نصرة عجبُ |
أَنْ تَعلَقَ الدلْوُ بالدَّلْوِ الغَرِيبَة ِ أَوْ | يُلابِسَ الطُّنُبَ المُسْتَحصِدَ الطُّنُبُ |
إِنَّ الخَلِيفَة َ قَدْ عَزَّتْ بِدَوْلَتِهِ | دعائمُ الدين، فليعززْ بكَ الأدبُ |
مالي أرى جلباً فعماً ولستُ أرى | سَوْقَاً ومَا لي أَرَى سَوْقاً ولاجَلَبُ ! |
أرضٌ بها عشبٌ جرفٌ وليسَ بها | مَاءٌ وأُخْرَى بها ماءٌ ولا عُشُبُ |
خُذها مُغَربَة ً في الأرْضِ آنِسَة ً | بِكُل فَهْمٍ غَرِيبٍ حِينَ تَغْتَربُ |
منْ كلِّ قافية ٍ فيها إذا اجتنيت | منْ كلٍّ مايَجْتَنيهِ المُدْنَفُ الوَصِبُ |
الجِدُّ والهَزْلُ في تَوْشيعِ لُحْمَتها | والنبلُ والسخفُ والأشجانُ والطربُ |
لايُستَقى مِن جَفيرِ الكُتْبِ رَوْنَقُها | ولم تَزلْ تَسْتَقِي مِن بَحْرِها الكُتبُ |
حسيبة ٌ في صميمِ المدحِ منصبها | إذْ أكثرُ الشعرِ ملقى ً ما لهُ حسبُ |