أدبرا عليّ الكأسَ ليسَ لها تركُ ،
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقة واحدة
.
أدبرا عليّ الكأسَ ليسَ لها تركُ ، | و يا لائمي! لي فتنتي ولكَ النسكُ |
دعوني ونفسي ، وباركَ اللهُ فيكمُ ، | أمَا لأسيرِ الغَيّ من لَومكُم فَكّ |
إذا لم يكنْ للرشدِ والنصحِ قابلاً ، | فسُخطُكمُ جَهلٌ ولَومُكُمُ مَحكُ |
فخَلّوا فتًى باللّهوِ والكأسِ مُغرَماً، | فما عندهُ سمعٌ فهل عندكم تركُ |
معتقة ٌ صاغَ المزاجُ لرأسها | أكاليلَ درٍّ ما لمنظومها سلكُ |
جرتْ حركاتُ الدهرِ فوقَ سكونها | فذابَ كذوبِ التبرِ أخلصهُ السبكُ |
وأدرَكَ منها الآخَرونَ بقيّة ً | من الرّوحَ في جسمٍ أضرّ به النّهكُ |
فقد خَفِيَتْ من صَفْوِها، فكأنّها | بقَايا يَقينٍ كادَ يُدرِكُهُ الشّكّ |
و طافَ بها ساقٍ أديبٌ بمبزلٍ ، | كخنجرِ عيارٍ ، صناعتهُ الفتكُ |
ورُدَّتْ إلينا الشّمسُ تَرفُلُ في الدّجى ، | فكانَ لِسِترِ اللّيلِ من نُورِها هَتكُ |
إذا سكَنَتْ قَلباً تَرَحّلَ هَمُّهُ، | وطابتْ له دُنياهُ وانقَمَعَ الضّنكُ |
وما المُلكُ في الدّنيا بهَمٍّ وحَسرَة ٍ، | و لكنما ملكُ السرورِ هوَ الملكُ |