تضَمّنتَ ليَ الحا
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
تضَمّنتَ ليَ الحا | جة َ من قبلُ ، وسارعتا |
وقد أعطيتَني عهداً، | فوَثّقتَ، وَوكّدتَا |
وقَرَبّتَ ليَ الأمرَ، | بإطْماعٍ، وقصّرتَا |
وموّتَّ ليَ الجَدَّ، | فأتقنتَ وأحكَمتا |
وأطلَعتُ لكَ الودّ | بشيءٍ ، فتغضبتا |
فقلتُ : الحظُّ في ذاك ، | وتُبتُ، فأنكرتا |
فما ضَمّكَ مِضْمارٌ | إلى الجري فوقفتا |
وقد كلّفكَ الشيءَ، | و قد كنتَ تعودتا |
وما زِلتَ قديماً فـ | ـرَساً فيه، فَفَرْزَنتا |
فأنتَ الآن تلقاني ، | بلا شيءٍ كما كنتا |
فإن صادفتَ مني غفـ | ـلة ً عنك تغافلتا |
و في الأيامِ إنْ سو | يتَ ، زودتُ وزودتا |
و قد كنتَ إذا جاءَ | رسولُ الشربِ بكرتا |
فقد صِرتَ إذا ما جِئـ | تتُ في الأيامِ حجرتا |
لتلقى عندي الجمعَ ، | إذا أنْتَ تأخّرتَا |
فلا أسألُ عما قيـ | ـلَ في الأمرِ ، وما قلتا |
وإن أومأتُ بالشيءِ، | وما يَخفَى تَكاتَمتَا |
وجدّدتَ إليّ اللّحـ | ـظَ خوفاً وتَلفّتّا |
فإن أيقنتَ بالشُّربِ، | وما يَحويهِ عَربَدتا |
فهذا مِن خَطاياكَ، | وإن شئتَ لأحْسَنتا |
ولو شِئتَ لقد صِرتا | إلى حظًّ ، وقصرتا |
و قد كنتَ تحردتا ، | و لكنكَ برزنتا |
كأني بكَ قد قلتا ، | و أطنبتَ ، وأكثرتا |
و هونتَ وعظمتا ، | و أسرفتَ وأفرطتا |
وقرّبتَ وبعّدتا، | و طولتَ وعرضتا |
و وليتَ وأقبلتا ، | و قدمتَ وأخرتا |
فدَع عقلَك في هذا، | فبِالعَقل تَبَرّعتا |