أضافَ إليّ اللّيلُ طولَ تَفكُّرِ،
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقة واحدة
.
أضافَ إليّ اللّيلُ طولَ تَفكُّرِ، | وهَمّاً متى يُستَمطَرِ الدّمعُ يَقطرِ |
وقالَ الغَواني: قد تنكّرتَ بعدَنا، | وهل دامَ ذو عَهدٍ، فلم يتَنكّرِ؟ |
تَعاوَدَت الأسقامُ جِسمي فلم تدعْ | لعُوّادِه غَيرِ القَميصِ المُزَرَّرِ |
ألا رُبّ كأسٍ قد سَبَقتُ لشرْبِها | صَباحاً، كبازٍ همّ بالنّهضِ أقمَرِ |
وقد صَغَتِ الجَوزاءُ حتى كأنّها | وراءَ نجومٍ هاوياتٍ وغورِ |
صنوجٌ على رقاصة ٍ قد تمايلتْ | لتلهيَ شرباً بينَ دفٍّ ومزهرِ |
وقلتُ لساقي الرّاحِ: لا تَعقِرنَّها | بماءٍ، وأحزاناً بصِرفكَ، فاعقِرِ |
و لا تسقينها بنتَ عامٍ ، فإنها | كما هيَ في عُنقودِها لم تَغَيَّرِ |
قريبَة ُ عَهدٍ بالغصونِ وبالثّرى ، | و بالشربِ من ماءِ الفراتِ المفجرِ |
و ليلٍ موشى بالنجومِ صدعتهُ | إلى صُبحِه صَدعَ الرّداءِ المحَبَّرِ |
و يا حاسداً يكوي التهلفُ قلبهُ ، | إذا ما رآهُ عادياً وسطَ عسكرِ |
تَصَفّحْ بني الدّنيا، فهل فيهمُ له | نظيرٌ تراهُ ، واجتهدِْ وتفكرِ |