أرشيف الشعر العربي

لقد صاحَ بالبينِ الحمامُ النوائحُ ،

لقد صاحَ بالبينِ الحمامُ النوائحُ ،

مدة قراءة القصيدة : دقيقتان .
لقد صاحَ بالبينِ الحمامُ النوائحُ ، وهاجت لك الشوقَ الحُمولُ الرّوائحُ
حلَلنا الحِمى حتى انمحَت نَبهة ُ النّدى ، و سارت بأخبارِ المصيف البوارحُ
رمَتني بلحظٍ فعلُه الموتُ، واصلٍ إلى النّفسِ لا تنأى عليه المطارحُ
كلحظة ِ بازٍ صائدٍ، قبلَ كفّهِ، بمقلتهِ ، والطيرُ عنه بوارحُ
لنا وَفْرَة ٌ ما وفّرَتها دماؤنا، ولا ذَعَرَتها في الصّباحِ الصّوابِحُ
تقسّمهنّ الحربُ إلاّ بَقِيّة ً، تردُّ علينا حينَ تُخشَى الجوائحُ
إذا غَدرت ألبانُها بضيوفنا، وَفَتْ للقِرى جيرانُها والصّفايحُ
و قيدها بالنصلِ خرقٌ ، كأنه إذ جدّ ، لولا ما جنى السيفُ ، مازحُ
كأنَّ أكفّ القومِ، في جَنَباتِه، قطاً لم ينفرهُ عنِ الماءِ سارحُ
و قدمَ للأضيافِ فوهاءَ لم تزل تُجاهِرُ غَيظاً كلّما راحَ رائحُ
كأنّ بناتِ الغَلْيِ في حَجَراتِها إذا ما انجلتْ أفلاءُ خيلٍ روائحُ
وكم حضرَ الهيْجاءَ في ناصحِ الشّظا تكامل في أسنانه ، فهو قارحُ
له عُنُقٌ يغتالُ طولَ عِنانِه، و صدرٌ ، إذا أعطيته الجريَ ، سابحُ
إذا مالَ في أعطافِهِ قلتَ شاربٌ عناهُ بتصريفِ المدامة ِ صابحْ
أبى الموتُ أن تُخشى شُرَيرَة ُ حلَّه، لعلّ الّذي تَخشَى شُرَيرَة ُ صالح
فإن متُّ، فانعيني إلى المجدِ والتّقى ، و لا تسكبي دمعاً ، إذا قام نائحُ
وقولي: هوَى عرشُ المكارِمِ والعُلى ، و عطلَ ميزانٌ منَ العلم راجحُ
فما يخلقُ الثوبَ الجديدَ ابتذاله ، كما يخلقُ المرءَ العيونَ اللوامح

اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (ابن المعتز) .

خليليّ قد طابَ الشّرَابُ المُبَرَّدُ،

ولستُ أنسَى في الخَدّ ما صَنعت

و ليلٍ قد سهرتُ ونامَ فيهِ

هل لكَ في ليلة ٍ بَيضَاءَ مُقْمِرَة ٍ،

قُمْ يا نَديمي من منامِكَ واقْعُدِ،


ساهم - قرآن ١