يا دهرُ ، يا صاحبَ الفجيعاتِ ،
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
يا دهرُ ، يا صاحبَ الفجيعاتِ ، | في كلّ يومٍ تسيء مراتِ |
يا دهرُ إنّ القومَ الأُلى شحَطَت | بهم نوًى أكثروا مُصيباتي |
حَرّمتُ من بعدِهم مَسيرَ يدي | إلى فمي، شارباً بكاساتِ |
وأن أُرى ضاحِكاً إلى أحدٍ، | إلاّ بقلبٍ جمَّ الكآباتِ |
ما زالَ صرفُ الزمانِ يقسمنا | عَلى المسرّاتِ والمَسَاءاتِ |
ما لي ، إذا قلتُ قد ظفرتُ بإخـ | وانٍ أرى فيهمُ محباتِ |
شتتهم حادثٌ ، فأفردني | منهمُ ، وكان مشتاقَ لحظاتي |
يا شَملَ قَلبي للّهوِ بعدَهُم، | حتّى أراهم، فذاك ميقاتي |
عسى أرجي رجوعَ غايتهم ، | فكيفَ لا كيفَ بأمواتِ |
قد كُنتُ أبكي أهلَ المودّاتِ، | فصِرتُ أبْكي أهلَ المُرُوءاتِ |
خُلّفتُ في شَرّ عُصبة ٍ خُلِقَت | أثكَلَنِيها ربُّ السّماواتِ |
كلابُ حيًّ ، إذا حضرتُ ، فإنْ | غِبْتُ فُواقاً فأُسدُ غاباتِ |
إن أُودِعوا السّرّ ضَيعوه، ولا | يغضبون طرفاً عن الجناياتِ |
و إن أردتَ انتهاكَ عرضك فار | ددهمُ يعذروا لحاجاتِ |
يَلقَون ذا الفَقرِ بالقُطوبِ، وذا الوَ | فر بِلَبّيْكَ، والتّحِيّاتِ |
فهم لها لا لدفعٍ نائبة ٍ ، | يومَ افتقارٍ إلى الموداتِ |
كلٌّ على من يريدُ نفعهمُ ، | لكنّهم منه في جناياتِ |