فُكّ حُرّاً للوَجدِ قيدَ البُكاءِ،
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
فُكّ حُرّاً للوَجدِ قيدَ البُكاءِ، | فاعذريني، أو لا، فمُوتي بدائي |
لو أطعنا للصبر عندَ الرّزايا ، | ما عرفناه شدة ً من رخاءِ |
أسرع الشيبُ مغرياً لي بهم ، | كانَ يَدعوه من أحَبِّ الدّعاءِ |
ما لهذا المساء لا يتجلى ، | أحياءً منه ، سراج السماء! |
قرباه قربا عقال المطايا ، | واحللا غبها عقال الثواءِ |
تُسعِدَنّ الأقدارُ جُهدي، وإلاّ | لم أمت في ذا الحيّ موت النساء |
حُرّة ٌ قد يسترعِفُ المرءُ منها | مَنسِماً، أو مُستنعِلاً بالنّجاء |
أُنفِذتْ في ليلِ التّمامِ، وحنّتْ | كحنينٍ للصّبِّ يومَ التّنائي |
والدجى قد ينهضُ الصبحُ فيه ، | قائماً يَنشُرُ ثوبَ الضّياءِ |
مَن لهمٍّ قد باتَ يُشجي فُؤادي، | ما له حالُ دمعتي من خفاءِ |
إخوة ٌ لي قد فَرّقَتْهُمْ خطوبٌ، | عَلّمَتْ مُقلَتي طويلَ البُكاءِ |
إن أهاجُوا بآلِ أحمدَ حرباً، | بينكم ! لا تحلبُوا في إنائي |
وتحلوا عقدَ التملك منكم ، | بأكفٍ قد خضبت بالدماءِ |
وخليلٍ قد كان مرعى الأماني ، | ورضى أنفسٍ وحسب الإخاءِ |
غرقتني في لجة البين عنه ، | فتعلقت في حبال الرجاءِ |
غير أنا من النوى في افتراق ، | ولقاءٍ تذكرنا في البقاءِ |
وفراقُ الخليلِ قَرحٌ مُمِضٌّ، | وبه يعرفون أهل الوفاء |
حاذق الود لي بما سرّ نفسي ، | كان طَبّاً، وعالماً بالشّفاء |
مرسل الجود منه في كل سؤلٍ | يكلأ المجدَ بين عينِ السخاءِ |
يَعرِفنّ المعروفَ طَبعاً، ويُثني | بِيدِ الجُودِ في عِنانِ الثّناءِ |
يخفرنْ عزمه بقلبٍ مصيبٍ | يَتلظّى من فيه نارُ الذّكاءِ |
يكتمنّ الأسرارَ منه ، وفيه ، | ككمونٍ للعودِ تحت اللحاءِ |
وتُفَلُّ الخطوبُ منه برأيٍ، | قد جلاهُ بالعزمِ أيَّ جلاءِ |
إن يَحُلْ مِن بَيني وبينكَ بينٌ، | فلكم من نأيٍ سريعِ اللقاءِ |
ردّ عني تفويقَ سهمك ، حسبي | فيك ، أقصر تفويقَ سهم الدعاء |
فبها يستحثُّ درُّ الأماني ، | وبها يُطْلَقَنّ كَيدُ العَنَاءِ |
ربَّ يومٍ بعامرِ الكأسِ ظَلنا، | نُفرغنّ المُدامَ فيه بماءِ |
في دُجى ليلِنا وطيِّ الحَواشي، | مُدنَفُ الرّيحِ في قَصيرِ النّقاءِ |
تسقطنّ الأمطار حتى تثنى الـ | ـنور ، وابتل في جناح الهواء |
فترى للغُدرانِ في كلّ خَفضٍ | مستقراً كمزنة ٍ في سماء |
زمنٌ مرّ قَد مضَى بنعيمٍ، | وصباحٌ أسرّنا في مَساءِ |
واجتمعنا بعد التنائي ، ولكن | لا يُري العالَمينَ عَينَ الرّخاءِ |
أنا مُذ غِبتَ قد أروحُ وأغْدُو | مِن سرورِ الدّنيا بوِدٍّ خَلاء |
لا أرى في الأنام جمع وفيٍ | وغَرورٍ. مخاتلٍ في وَفاءِ |
فَضَماني إليكَ ذِكرٌ وشُكرٌ، | وعلى ربّ العرشِ حسنُ الجزاءِ |