أرشيف المقالات

استحوذ عليهم الشيطان فأنساهم ذكر الله - مع القرآن (من الأحقاف إلى الناس) - أبو الهيثم محمد درويش

مدة قراءة المادة : 3 دقائق .
{اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ} :
بين سبحانه حال من استحوذ عليهم الشيطان فغرهم, وألهاهم بدنياهم وأنفسهم عن ذكر الله وشرائعه فابتعدوا عن الله وكلماته وأوليائه, وصاروا من حزب الشيطان فخسروا أنفسهم وخسروا آخرتهم.
إن الذين يبارزون الله بالعداء وأولياءه بالبغضاء ليس لهم إلا الذلة والمهانة في الدارين مهما طالت مهلتهم.
أما أهل الإيمان والتقوى أتباع الرسل من نصروا الله فلهم الغلبة والنصر مهما طالت دولة الكافرين والمنافقين ومهما بلغت صولتهم فلابد لها من نهخاية تليق بفسادهم وعدائهم لله, ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله.
قال تعالى:
{اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ ۚ أُولَٰئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ ۚ أَلَا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ (19) إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَٰئِكَ فِي الْأَذَلِّينَ (20) كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي ۚ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ (21)} [المجادلة]
قال السعدي في تفسيره:
وهذا الذي جرى عليهم من استحواذ الشيطان الذي استولى عليهم، وزين لهم أعمالهم، وأنساهم ذكر الله، وهو العدو المبين، الذي لا يريد بهم إلا الشر، { إنما يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السعير }
{ {أُولَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ} } الذين خسروا دينهم ودنياهم وأنفسهم وأهليهم.
{إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَٰئِكَ فِي الْأَذَلِّينَ (20)كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي ۚ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ (21)}
هذا وعد ووعيد، وعيد لمن حاد الله ورسوله بالكفر والمعاصي، أنه مخذول مذلول، لا عاقبة له حميدة، ولا راية له منصورة.
ووعد لمن آمن به، وبرسله، واتبع ما جاء به المرسلون، فصار من حزب الله المفلحين، أن لهم الفتح والنصر والغلبة في الدنيا والآخرة، وهذا وعد لا يخلف ولا يغير، فإنه من الصادق القوي العزيز الذي لا يعجزه شيء يريده.
#أبو_الهيثم
#مع_القرآن

شارك الخبر

ساهم - قرآن ١