غمرَتْني لكَ الأيادي البيضُ،
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
غمرَتْني لكَ الأيادي البيضُ، | نَشَبٌ وَافِرٌ وَجَاهُ عَرِيضُ |
كُلَّ يَوْمٍ يَجِدُّ مِنْكَ اهْتِبَالٌ، | عَهدُ شُكرِي علَيه غَضٌّ غَرِيضُ |
بوّأتني نعمَاكَ جنّة َ عدنٍ، | جالَ في وصفِها، فضلّ القريضُ |
مجتنى ً مدّنٍ، وظلٌّ برودٌ، | ونسيمٌ، يشفي النّفوسَ، مريضُ |
وَمِيَاهٌ، قَدْ أخْجَلَ الوَرْدَ أنْ عا | رضَ تذهيبَهُ لهَا تفضيضُ |
كلّمَا غنّتِ الحمائمُ قلْنَا: | مَعْبَدٌ، إذْ شَدَا، أجَابَ الغَرِيضُ |
جاوَرَتْ حَمّة ً، مُشَيَّدَة َ المَبْـ | ـنَى لبرقِ الرّخامِ فيهِ وميضُ |
مَرْمَرٌ، أوْقَدَ الفِرِنْدَ عَلَيْهِ | سلسلٌ، بحرُهُ الزّلالُ يفيضُ |
وَسْطَها دُمْيَة ٌ يَرُوقُ اجْتِلاءُ الْـ | ـكُلّ مِنْهَا، وَيَفْتِنُ التّبْعِيضُ |
بشرٌ ناصعٌ، وخدٌّ أسيلٌ، | ومحيّاً طلقٌ، وطرفٌ غضيضُ |
وَقَوامٌ كمَا اسْتَقَامَ قَضِيبُ الْـ | ـبانِ، إذْ علّهُ ثراهُ الأريضُ |
وَابْتِسَامٌ، لَوْ أنّها اسْتَغْرَبَتْ فِيـ | ـهِ أرَاكَ اتّسَاقَهُ الإغْرِيضُ |
وَالتِفَاتٌ، كَأنّمَا هُوَ بِالإيـ | ـحَاء، مِنْ فَرْطِ لُطْفِهِ، تَعرِيضُ |
لُمَعٌ طَلّة ٌ مِنَ العَيْشِ مَا إنْ | للهَوَى ، عَنْ مَحَلِّهَا تَعويضُ |
سَوّ غَتْني نَعِيْمَها نَفَحَاتٌ، | للمُنى ، منْ سحابِهَا، ترويضُ |
تابعَتْهَا يدُ الهمامِ، أبي عمْـ | ـرٍو، فمَا غمْرُها لديّ مغيضُ |
ملكٌ ذادَ عن حمى الدّينِ منْهُ | منْ إليهِ، في نصرِهِ، التّفويضُ |
وسمَا ناظرٌ منَ المجدِ، في دنيا | هُ، قدْ كانَ كفَّهُ التّغْميضُ |
إنْ أساءَ الزّمَانُ أحْسَنَ دَأبَا، | مثلمَا بايَنَ النّقيضَ النّقيضُ |
يا مُعِزّ الهُدَى ، الّذِي مَا لِمَسْعَا | هُ، إلى غَيرِ سَمْتِهِ، تَغْرِيضُ |
يا مُحلِّي يَفَاعَ حَالٍ، مَكَانُ النّـ | ـجْمِ، مَهما يُقَسْ إلَيهِ، حَضِيضُ |
إنْ أنَلْ أيْسَرَ الرّغَائِبِ فِيهِ، | يَرْضَ فَوْزَ القِدَاحِ مِني مُفِيضُ |
لو يفاعُ المجرّة ِ اعتضْتَ منْهُ، | رَاحَ يَدّعُو ثُبُورَهُ المُسْتَعِيضُ |
حظُّ سنّ امرىء ٍ نأى منكَ قرعٌ؛ | وَقُصَارَى بَنَاتِهِ تَعْضِيضُ |
حسبيَ النُّصْحُ والودادُ وشكرٌ، | عَطّرَ الدّهرَ مِنْهُ، مِسكٌ فَضِيضُ |
دمْ موقَّى ً وليُّكَ، الدّهرَ، مجبو | رٌ مساعيكَ، والعدوُّ مهيضُ |
فاعترافُ الملوكِ أنّكَ مولا | همْ حديثٌ، ما بينهمْ، مستفيضُ |