على الثَّغَبِ الشّهْديّ مني تَحِيّة ٌ،
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقة واحدة
.
على الثَّغَبِ الشّهْديّ مني تَحِيّة ٌ، | زكَتْ، وعلى وادي العقيقِ سلامُ |
ولا زالَ نورٌ في الرُّصافة ِ، ضاحكٌ | بِأرْجائِها، يَبْكي عَلَيْهِ غَمَامُ |
مَعَاهِدُ لَهْوٍ لَمْ تَزَلْ في ظِلالِهَا | تُدارُ عَلَيْنَا، للمُجونِ، مُدامُ |
زَمَانَ، رِياضُ العيشِ خُضْرٌ نَواصِرٌ | ترفّ، وأمواهُ السّرورِ جمامُ |
فإنْ بانَ مني عهدُها، فبلوعَة ٍ | يشبّ لها، بينَ الضّلُوعِ، ضرامُ |
تَذَكّرْتُ أيّامي بها، فَتَبَادَرَتْ | دُمُوعٌ، كَما خانَ الفَرِيدَ نِظَامُ |
وَصُحْبَة َ قَوْمٍ كالمَصَابِيحِ، كُلّهمْ | إذ هُزّ، للخَطْبِ المُلِمّ، حُسَامُ |
إذا طافَ بالرّاحِ المُديرُ عَلَيْهِمُ، | أطافَ بهِ بِيضُ الوُجُوهِ، كِرَامُ |
وأحورُ ساجي الطَّرْفِ حشوُ جفونِهِ | سقامٌ، برَى ، الأجسامَ، منهُ سقامُ |
تخالُ قضيبَ البانِ في طيّ بردِهِ، | إذا اهْتَزّ مِنْهُ مَعْطِفٌ وَقَوامُ |
يُدِيرُ على رَغْمِ العِدا، مِنْ وِدَادِهِ | سُلافاً، كأنّ المسكَ منهُ خِتَامُ |
فمنْ أجلهِ أدعُو لقرطبَة ِ المُنى | بسُقيا ضَعيفِ الطَّلّ، وَهوَ رِهامُ |
محلٌّ غنينَا بالتّصابي خلالَهُ، | فأسْعَدَنَا، وَالحَادِثَاتُ نِيَامُ |
فمَا لحقَتْ تلكَ اللّيالي ملامة ٌ، | وَلا ذُمّ، من ذاكَ الحَبيبِ، ذِمَامُ |