أُعطيتَ حُكمكَ في الأيام فاحْتَكِمِ
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
أُعطيتَ حُكمكَ في الأيام فاحْتَكِمِ | وإن تملّكتَ رقّ المجد والكرمِ |
وحالفتك سعودٌ لو يُخَصّ بها | عصرُ الشبابِ لما أفضى إلى الهرمِ |
إنّ الزّمانَ ليجري في تصرّفهِ | على مُرادك منه غيرَ مُتّهم |
فما هممتَ بأمرٍ أو اشرتَ به | إلاَّ وقامتْ له الدنيا على قدم |
إنَّ القسنطينة الكبرى مُمَلَّكُها | قد اتَّقى منك حدّ السيفِ بالقلم |
وخافَ قَدْحَ زناد أمره عجب | يرميه في الماءِ ذي التيار بالضرمِ |
ورامَ حقنَ دماءِ الرّومِ معتمداً | على وفاءِ وفيّ منك بالذمم |
فكفَّ عزم كفاة صدقُ بأسِهِمُ | مستأصلٌ نِعَمَ الأعداءِ بالنقم |
وأقبلتْ مع رسلٍ منه مألكة ٌ | تأسو كلومك في الأعلاج بالكلم |
رآك بالقلب لا بالعين من جزَعٍ | في دَسْتِ مُلْكٍ عليه هَيْبَة ُ العِظَمِ |
مُطَيَّبُ الذكرِ في الدنيا مُوَاصِلُهُ | كأنما عرفُهُ مسكٌ بكلّ فم |
مشى إليك بتدريج على شفة ٍ | من لثم أرضِ عظيم الملك ذي همم |
مقدِّماً كلّ عالقٍ من هديّته | كروضة ٍ فوّفتها راحة ُ الدّيم |
في زاخرٍ من بحورِ الروم، عادتُهُ | ألا يزال مشوباً منهمُ بدم |
لولا النواتي وأثقالٌ لها، حُمِلَتْ | من البطاريق، إجلالاً، على القمم |
فعاد بالسلم من حرب سلاهبها | دُهمٌ بأرجلها تغنى عن اللجم |
ومنشآتٌ إذا ريحٌ لها نشأتْ | جرين في زاخرٍ بالموتِ ملتطم |
راحتْ من الشحْم فوق القار لابسة ً | فيه، تأزُّرَ أنوارٍ على ظُلَم |
تبدي سواعدَ أكمامٍ تُريك بها | مشيَ العقارب في ألوانها السخم |
من كلّ مدَّرعٍ بالحزم ذي جَلَدٍ | لا يشتكي في أليم الضرب من ألم |
وما رأيتُ أسوداً قبلهم فتَحَتْ | مدائناً نازَلَتْها وهي في الأجُم |
سُدتم وجدتم فأوطان النجوم لكم | مراتبٌ من علّو القدر والهمم |
وأرضُ بُنصُرَ قد أهدى غرائبها | لملكهم مَلْكُهَا في سالف القدم |
قل للعفاة أديموا قصد ساحته | إن نمتمُ عن نداه الغمرِ لم ينم |
لولا مكارمُ يحيى والحياة ُ بها | مارُدّ روحُ الغنىف ميّتِ العدم |
مَلْكٌ إذا جادَ جادَ الغيثُ من يده | فمسقَطُ القطر منه منبتُ النعم |
إذا أثار عجاجَ الحرب ألحفها | ليلاً بهيماً بكرّ الخيل بالبُهم |
أنسيتنا بأيادٍ منك نذكرها | خصيبَ مصرٍ وما أسداه للحكمي |
وقد طويتَ من الطّائيّ ما نَشَرَتْ | من المفاخر عنه ألسنُ الأمم |
هديتَ من ضلّ عن مجدٍ وعن كرمٍ | بما تجاوزَ قدرَ النار والعلم |
خُصِصْتَ بالجود والبأس المنوط به | والجودُ والبأس مولودان في الشيم |
ولو رآك زهيرٌ في العلى لثنى | لسانهُ في كريمِ المدحِ عن هرم |
فاشرب خبيئة َ دنْ أظهرتْ حبباً | للثم منه ...........ثغر مبتسم |
لها تألقُ برقٍ، كيف قيّدهُ | في الكأسِ ساقٍ يُنيلُ الوَرْدَ في عنَم |
وكيف تُسْمِعُ في هامٍ تُفَلّقها | صهيلَ صمصامك الماضي لذي الصمم |