الدمع ينطق واللسان صموت
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
الدمع ينطق واللسان صموت | فَانظرْ إلى الحركاتِ كيف تموتُ |
ما زالَ يَظْهَرُ كلّ يومٍ بي ضَنى ً | فلذاك عن عين الحمام خفيت |
صبٌّ يطالِبُ في صبابَة ِ نَفْسِهِ | جسداً بمدية ٍ سقمه منحوت |
وأنا نذيرك إنْ تُلاحظ صبوة ً | فاللّحظ منكَ لنارها كبريت |
قد كنتُ في عهدِ النصيح كآدمٍ | لكنْ ذكرتُ هوى الدمى فنسيت |
كيف التخلُّصُ من فواترِ أعينٍ | يُلْقِي حبائلَ سحرها هاروت |
ومعذبي مَنْ يَسْتَلذّ تعذبّي | لا بات من بلواي كيف أبيت |
وشأٌ أحن إلى هواه كأنه | وطنٌ، وُلدت بأرضه ونشيت |
في ليل لمته ضللت عن الهوى | وبنورِ غُرّتِهِ إليه هديت |
ومنعَّمٌ جرح الشباب بخدِّه | لحظي فسالَ على المها الياقوت |
وأنا الذي ذاقت حلاوة حسنه | عيني فساغَ لطرفها وشجيت |
قال الكواعبُ؛ قد سعدتَ بوصلنا | فأجبتها: وبهجركنّ شقيت |
كنتُ المحب كرامة ً لشبيبتي | حتى إذا وَخَطَ المَشِيبُ قُلِيت |
من أستعين به على فرط الأسى | فأنا الذي بجنايتي عوديت |
كنت أمرأً لم ألق فيه رزية ً | حتى سُلِبْتُ شَبيبَتِي فَرُزِيت |
تهدي لِيَ المرآة ُ سُخْطَ جنايَتي | فالله يَعلمُ كيف عنه رضيت |
همي كسقط القبس لكن طعمه | عمرٌ إذا أفناه فيّ فنيت |
وإذا المشيب بدا به كافوره | كَفَرتْ به فكأنَّه الطَّاغوت |
ولربّ مُنْتَهِبِ المدى يجري به | عرقٌ عريقٌ في الجيادِ وَلِيت |
لَيْلٌ حَبَاهُ الصبحُ درهمَ غُرة ٍ | وحجول أربعة ٍ بهنّ القوت |
متفننٌ في الجري يتَّبعُ اسمَه | منه نعوتٌ بعدهنّ نعوت |
أطلقَتُهُ فعقلتُ كلّ طريدة | تبغي بلحظِكَ صيدها فتفوت |
لقطتْ قوائمه الأوابد شُرَّداً | قد كانَ منهُ لجمعها تشتيت |
فكأنما جمدَ الصُّوار لدوْمِهِ | تحتي فلي من صيدها ما شيت |