هُبوا فقد رحلَ الدّجى ظُلمه
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
هُبوا فقد رحلَ الدّجى ظُلمه | وأقبَلَ الصّبْحُ رافعاً عَلَمَهْ |
كزاحِفٍ أقبلتْ كتائبُهُ | هازمة ً في اتّباع منهزِمه |
كأنّ في كفّه حسامَ سناً | ما مسّ من خندس به حَسَمَه |
كأنَّما للمُنَى بها شَفَة ٌ | فهو من الغرب داخلٌ أجمه |
ونفخة ُ الزّهر شمُّها عبقٌ | وريقة ُ الماء بالصبا شَبِمَه |
ومَعْبَدُ الطير وهو بلبُلُها | مرجعٌ في غصينه نغمه |
كأنّما الليلُ أدهمٌ رَفَعَتْ | عن غُرّة ِ الصبح راحة ٌ غُمَمَه |
كأنّما الشمسُ جمرة ٌ جَعَلَتْ | تحرقُ من كلّ ظلمة حممَه |
خذوا من الكرمِ شربة ً وصفتْ | للشربِ ريّا، نسميها كتمهْ |
كأنَّما الدّهرُ في تصرفهِ | |
تريكَ ياقوتة ً منعَّمَة ً | عن لؤلؤٍ في الزجاج مبتسمه |
فَهْيَ بكلّ الشفاهِ مُلْتَثِمَهْ | |
فالعيش في شربها معَتَّقة ً | بسكرها في العقول محتكمهْ |
على غناءٍ بعودِ غانية ٍ | يُجْرِي عليها بنانُها عَنَمَهْ |
لسانُ مضرابها، ترى يدها | له فماً، ليتني لثمتُ فمهْ |
وشادنٍ في جفونه سَقَمٌ | كأنَّني عنه حاملٌ ألَمهْ |
ودّعنا في سلامهِ عَجِلاً | ففرّقَ الشملَ عندما نَظَمَهْ |
كانت وقوفاً بنا زيارتُهُ | كواضعٍ فوق جمرة ٍ قدمهْ |
كأنَّ ليلَ الوصالِ من قِصَرٍ | في فلقِ الصبحِ أدغمَ العتمهْ |