وَرْدُ الخدودِ ونرّجسُ المُقَلِ
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
وَرْدُ الخدودِ ونرّجسُ المُقَلِ | عدلا بسامعتي عَنِ العذلِ |
ومواردُ الرّشفاتِ مُرويتي | حيثُ المياهُ مثيرة ٌ غُلَلي |
خذلتْكَ باللحظاتِ خاذلة ٌ | في الإجل ترْسل أسهم الأجَل |
مِنْ مُقْلَة ٍ نَقَلَتْكَ قهوتها | بالسُّكْرِ من خَبَلٍ إلى خَبَل |
ولَقَلّما يصحوامرؤ حَكَمَتْ | فيه كؤوسُ الأعينِ النُّجُل |
إني امرؤ ما زلتُ أنظمُ في | جيدِ الغزال قلائدَ الغزلِ |
وجنيّة ٍ ضَنّتْ على نظري | بجنيّ وردِ الوجنة ِ الخضلِ |
صبغتْ غلالة َ خدّها بدمي | إن لم يكن فبعندمِ الخجل |
تعلو بعود أراكة ٍ برداً | غَسَلَتْ حَصَاهُ مدامعُ السَّبل |
وتكفّ عن فَلَقٍ دُجَى غَسَقٍ | بمضرَّجاتٍ من دمِ البطلِ |
وكأنَّما خاضتْ ذوائبُها | من جفنها في صِبْغة ِ الكحل |
يا هذه استبقي على رَجُلٍ | أفحمتهِ بالفاحمِ الرّجلِ |
لا تسأليه عن الهوى وسلي | عنه إشارة َ دمعهِ الهَطلِ |
عطفتْ وقالتْ: رُبّ ذي أملٍ | ظفرتْ يداهُ بطائل الأملِ |
قِبَلي ديونٌ ما اعترفتُ بها | إلاّ لأمنحَ مُجتنى قُبلي |
واهاً لأيّامٍ سُقيتُ بها | كأسَ النعيم براحة ِ الجذلِ |
لم يبقَ لي من طيبهنّ سوى | ما أبقتِ الأحلامُ في المقلِ |
ثم اعتبرتُ، هداية ً، زمني | فإذا تَصَرّفُهُ عليّ ولي |
يا لائمي نَقّلْ ملامَكَ عنْ | نَدْبٍ وصيّرهُ إلى وَكِل |
أعلى الزّماعِ تلومُ مغترباً | يقري الرّحال غواربَ الإبل |
إني أُقيمُ صدورَها لسُرى ً | يهدي كلاكِلهَا إلى الكَلَل |
وأروحُ عن وطني إذا دمِيتْ | بعدي مدامعُ دُمْية ِ الكِلَل |
والسيفُ لا يَفْري ضريبتَهُ | حتى تُجرّدهُ من الخللِ |
سأثيرُها مِنْ كلّ طاعِنَة ٍ | صَدْرَ الفلاة ِ بأذْرُعِ فُتُل |
فإذا بَلَغْنَ محمّدا أمِنَتْ | غلسَ البكور وروحة الأصُلِ |
وإلى ابن عبّادٍ تعبّدها | رملاً قطعنَ مداة ُ بالرّملِ |
ترعَى الرسيمَ إلى الوجيفِ بنا | بدلاً من الحودانِ والنّفلِ |
صُوْر العيونِ إلى سَنَا مَلِكٍ | حيِّ السماحة مَيّتِ البَخَل |
مَلِكٌ تقابلُ منه أُبّهة ً | تُغضي العيونُ بها إلى القبلِ |
فتُزرّ لأمتُهُ على أسَدٍ | وتلاتُ حبوتهُ على جبلِ |
لو لم يزر مغناه ذو عدمٍ | ألقى نداهُ له على السّبُل |
أو زاره في الحشر آثره | كرماً عليه بصالح العمل |
أحسبتَ أن يمينهُ فرغَتْ؟ | هي للندى والبأس في شغلِ |
أسدٌ على الفرسان يَفرسها | عند انقراض الأمنِ بالوجلِ |
وكتيبة ٍ شهباءَ رانية ٍ | تحتَ العجاج بأعْيُنِ الأسَل |
جاءت بها الآسادُ تزأر في | غيل الصّوارِمِ والقنا الذّبُل |
والطعنُ يلحقُ من سوابغهم | حَدَقَ الجرادِ بأعين الحجل |
وكأن سُمرَ الخطّ في شرقٍ | بالعلّ من دمهمْ وبالنّهل |
وكأنما يلحسنَ في غُدُرٍ | مُهَجَ الكماة ِ بألسنِ الشُّعَل |
خطبتْ سيوفُك من سراتهم | لِعُلاَكَ فوق منابِر القُلَل |
يا ماتحاً برشاء صعدتهِ | بين الأسنة ِ مهجة َ البطلِ |
رمحٌ يروقُ الطرف معتقلاً | في كفّ غيرك غيرَ معتقلِ |
أيّ الملوك لك الفداء، وقد | صَيّرْتَ جِلتَها من الخول |
دامتْ لك الدنّيا ودُمْت لها | وأقامَ سيْفُكَ كلّ ذي مَيَل |