حبذا فتيانُ صدْقٍ أعرسوا
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
حبذا فتيانُ صدْقٍ أعرسوا | بعذارى من سُلافاتِ الخمورْ |
عربدَ الصحو عليهمْ بالأسى | فاتَّقاه السُّكرُ عنهم بالسرور |
عَمَرُوا ربعَ الصِّبَا من قبلِ أنْ | يتمشّى فيه بالشيب دثور |
إنّ للأعمار أعجازاً إذا | بُلِغَتْ لم تُثْنَ منهنّ صُدور |
كلُّ نافي العمر، في شِرِتِّهِ | للصِّبَا نارٌ، وفي الوَجْنَة ِ نور |
يقتنون العيشَ من قانية ٍ | ذاتِ عمر كثرت فيها الدهور |
أطلع الساقي عشاءً منهمُ | أنجمُ الكاسات في أيدي البدور |
عدَّ بالأكواب عنّي إنّ لي | في يد الآنسِ عنهنّ نُفور |
غمرَ الشيبُ الدجى من لمتي | بنجوم طُلّعٍ ليستْ تغور |
لا نشورٌ لشبابي بعد ما | مات من عمري إلى يوم النشور |
وخضابُ الشيب لا أقبله | إنّه في شعري شاهدُ زور |
أنا من وجدي بأيام الصبا | أذرف الدمع رواحاً وبكور |
فكأني ذو غليلٍ تلتظي | لوعة ٌ منه إلى ماء الثغور |
أصِفُ الراحَ ولا أشُرَبُهَا | وهي بالشّدْوِ على الشَّرْبِ تدور |
كالذي يأمرُ بالكرِّ ولا | يَصْطلِي نارَ الوغى حيث تفور |
فسواءٌ بين إخوان الصفا | وذوي اللهو، مغيبي والحضور |
أنا من كسبِ ذنوبي وجلٌ | وإنِ استغفرتُ فالله غفور |