أرشيف المقالات

أغلقوا آذانهم و قلوبهم - مع القرآن - أبو الهيثم محمد درويش

مدة قراءة المادة : دقيقتان .
صنف من البشر أغلقوا آذانهم عن سماع الحق وإن كانت في الظاهر مفتوحة، وأقفلوا قلوبهم عن الإيمان بالشرع وتطبيقه وإن كانت قلوبهم بين أضلعهم مأوى  لكل هوى أو شهوة.
في ظاهرهم يدعون الاستماع وقابلية الإنصات وعند المحك تظهر تلك الآذان المغلقة والقلوب الغلف، وهؤلاء أوضح الله تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم وللمبلغين من بعده شأنهم من باب السلوى وحتى لا يحزن الرسول صلى الله عليه وسلم وحتى لا يحزن المبلغون من بعده .
{وَمِنْهُم مَّن يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ ۚ أَفَأَنتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ وَلَوْ كَانُوا لَا يَعْقِلُونَ}   يونس: 42
قال السعدي في تفسيره  : يخبر تعالى عن بعض المكذبين للرسول، ولما جاء به، {وَ} أن {مِنْهُم مَّن يَسْتَمِعُونَ} إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وقت قراءته للوحي، لا على وجه الاسترشاد، بل على وجه التفرج والتكذيب وتطلب  العثرات، وهذا استماعٌ غير نافع، ولا مُجدٍ على أهله خيرًا، لا جرم انسد عليهم باب التوفيق، وحرموا من فائدة الاستماع، ولهذا قال: {أَفَأَنتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ وَلَوْ كَانُوا لَا يَعْقِلُونَ} وهذا الاستفهام، بمعنى النفي المتقرر، أي: لا تسمع الصم الذين لا يستمعون القول ولو جهرت به، وخصوصًا إذا كان عقلهم معدومًا.
فإذا كان من المحال إسماع الأصم الذي لا يعقل للكلام، فهؤلاء المكذبون، كذلك ممتنع إسماعك إياهم، إسماعًا ينتفعون به.
وأما سماع الحجة، فقد سمعوا ما تقوم عليهم به حجة الله البالغة، فهذا طريق عظيم من طرق العلم قد انسد عليهم، وهو طريق المسموعات المتعلقة بالخير.
اللهم يا مقلب القلوب والأبصار ثبت قلوبنا على دينك

#مع_القرآن

شارك الخبر

فهرس موضوعات القرآن