تفسير: (ستجدون آخرين يريدون أن يأمنوكم ويأمنوا قومهم كل ما ردوا إلى الفتنة أركسوا فيها فإن لم يعتزلوكم)
مدة
قراءة المادة :
3 دقائق
.
تفسير: (ستجدون آخرين يريدون أن يأمنوكم ويأمنوا قومهم كل ما ردوا إلى الفتنة أركسوا فيها فإن لم يعتزلوكم)♦ الآية: ﴿ سَتَجِدُونَ آخَرِينَ يُرِيدُونَ أَنْ يَأْمَنُوكُمْ وَيَأْمَنُوا قَوْمَهُمْ كُلَّ مَا رُدُّوا إِلَى الْفِتْنَةِ أُرْكِسُوا فِيهَا فَإِنْ لَمْ يَعْتَزِلُوكُمْ وَيُلْقُوا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ وَيَكُفُّوا أَيْدِيَهُمْ فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأُولَئِكُمْ جَعَلْنَا لَكُمْ عَلَيْهِمْ سُلْطَانًا مُبِينًا ﴾.
♦ السورة ورقم الآية: النساء (91).
♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ﴿ ستجدون آخرين ﴾ الآية هؤلاء قومٌ كانوا يظهرون الموافقة لقومهم من الكفَّار ويظهرون الإسلام للنبي صلى الله عليه وسلم والمؤمنين يريدون بذلك الأمن في الفريقين فأطلع الله نبيَّه عليه السَّلام على نفاقهم وهو قوله: ﴿ يُرِيدُونَ أَنْ يَأْمَنُوكُمْ وَيَأْمَنُوا قَوْمَهُمْ ﴾ وقوله: ﴿ كُلَّ مَا رُدُّوا إِلَى الْفِتْنَةِ أُرْكِسُوا فِيهَا ﴾ كلَّما دُعوا إلى الشِّرك رجعوا فيه ﴿ وأولئكم جعلنا لكم عليهم سلطانًا مبينًا ﴾ أَيْ: حجَّة بيِّنةً في قتالهم لأنَّهم غَدَرةٌ لا يُوفون لكم بعهدٍ.
♦ تفسير البغوي "معالم التنزيل": قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿ سَتَجِدُونَ آخَرِينَ ﴾ قَالَ الْكَلْبِيُّ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: هُمْ أَسَدٌ وغَطْفَانُ كَانُوا حَاضِرِي الْمَدِينَةِ تَكَلَّمُوا بِالْإِسْلَامِ رِيَاءً وَهُمْ غَيْرُ مُسْلِمِينَ، وَكَانَ الرَّجُلُ مِنْهُمْ يَقُولُ لَهُ قَوْمُهُ: بِمَاذَا أَسْلَمَتْ؟ فَيَقُولُ آمَنَتْ بِهَذَا الْقِرْدِ وَبِهَذَا الْعَقْرَبِ وَالْخُنْفُسَاءِ، وَإِذَا لَقُوا أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالُوا: إِنَّا عَلَى دِينِكُمْ، يُرِيدُونَ بِذَلِكَ الْأَمْنَ فِي الْفَرِيقَيْنِ، وَقَالَ الضَّحَّاكُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: هم بنو عبد الدار وكانوا بِهَذِهِ الصِّفَةِ، ﴿ يُرِيدُونَ أَنْ يَأْمَنُوكُمْ ﴾، فَلَا تَتَعَرَّضُوا لَهُمْ، ﴿ وَيَأْمَنُوا قَوْمَهُمْ ﴾، فَلَا يَتَعَرَّضُوا لَهُمْ، ﴿ كُلَّ ما رُدُّوا إِلَى الْفِتْنَةِ ﴾ أَيْ: دُعُوا إِلَى الشِّرْكِ، ﴿ أُرْكِسُوا فِيها ﴾ أَيْ: رَجَعُوا وَعَادُوا إِلَى الشِّرْكِ، ﴿ فَإِنْ لَمْ يَعْتَزِلُوكُمْ ﴾ أَيْ: فَإِنْ لَمْ يَكُفُّوا عَنْ قِتَالِكُمْ حَتَّى تَسِيرُوا إِلَى مَكَّةَ، ﴿ وَيُلْقُوا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ ﴾ أَيْ: المفاداة والصلح، ﴿ وَيَكُفُّوا أَيْدِيَهُمْ ﴾ أي، وَلَمْ يَقْبِضُوا أَيْدِيَهُمْ عَنْ قِتَالِكُمْ، ﴿ فَخُذُوهُمْ ﴾، أُسَرَاءَ، ﴿ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ ﴾ أَيْ: وَجَدْتُمُوهُمْ، ﴿ وَأُولئِكُمْ ﴾ أَيْ: أَهَّلُ هَذِهِ الصِّفَةِ، ﴿ جَعَلْنا لَكُمْ عَلَيْهِمْ سُلْطانًا مُبِينًا ﴾ أَيْ: حُجَّةً بَيِّنَةً ظاهرة بالقتل والقتال.
تفسير القرآن الكريم