أمْطَتكَ همّتك العزيمة فاركبِ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
أمْطَتكَ همّتك العزيمة فاركبِ | لا تُلقينّ عصاكَ دونَ المَطلبِ |
ما بالُ ذي النظرِ الصحيح تقلّبتْ | في عينه الدنْيا ولم يَتَقلّبِ |
فاطوِ العجاجَ بكلّ يعمُلة ٍ لها | عومُ السفينة ِ في سرابِ السبْسبِ |
شرّقْ لتجلو عن ضيائك ظلمة ً | فالشمسُ يَمْرَضُ نورُها بالمغرب |
والماءُ يأجن في القرارة ِ راكداً | فإذا عَلتكَ قذاتهُ فتسرّبِ |
طالَ التغرّبُ في بلادٍ خُصّصَتْ | بوخامة ِ المرعى وَطَرْقِ المشرب |
فطويتُ أحشائي على الألم الّذي | لم يشفه إلاَّ وجودُ المذهب |
إنّ الخطوبَ طَرَقْنَني في جنّة | أخْرَجْنَنِي منها خروجَ المذنب |
من سالمَ الضعفاءَ راموا حربهُ | فالبسْ لكلّ الناسِ شِكّة َ محْرَبِ |
كلٌّ لأشراكِ التحيّلِ ناصِبٌ | فاخلبْ بني دنياك إن لم تغلبِ |
من كلّ مركومِ الجهالة ِ مُبْهمٍ | فكأنَّما هوَ قطعة ٌ من غَيْهبِ |
لا يكذبُ الانسانَ رائدُ عَقلهِ | فامْرُرْ تُمَجّ وكنْ عذوباً تُشْربِ |
ولربّ محتقرٍ تركتُ جوابَهُ | والليثُ يأنف عن جواب الثعلب |
لا تحسبنّي في الرجال بُغاثَة ً | إني لأقعَصُ كلّ لقوة ِ مرقبِ |
أصبحتُ مثلَ السيفِ أبلى غمدهُ | طولُ اعتقالِ نجاده بالمنكب |
إن يعلُهُ صدأ فكمْ من صَفحة ٍ | مصقولة ٍ للماء تحت الطُّحلبِ |
كم من قوافٍ كالشوارد صِرتُها | عن مثلِ جَرْجرَة ِ الفنيق المُصْعَبِ |
ودقائقٍ بالفكر قد نظّمتُها | ولو انّهُنّ لآلىء ٌ لم تُثقبِ |
وصلتْ يدي بالطبع فهو عقيدُها | فقليلُ إجازي كثيرُ المُسْهبِ |
نفثَ البديعُ بسحره في مقوَلي | فنَطَقْتُ بالجاديّ والمتذهّبِ |
لوْ أننا طيرٌ لقيلَ لخيرنا | غرّدْ وقيلَ لشرّنا لا تنعبِ |
وإذا اعتقدتَ العدلَ ثم وزنتنِي | رَجَحتْ حصاتي في القريض بكبكبِ |
إني لأغمدُ من لساني مُنْصلاً | لو شئتُ صمّمَ وهو دامي المضرب |