أخذتُ برأيٍ في الصبا أنا تاركُهْ
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
أخذتُ برأيٍ في الصبا أنا تاركُهْ | فم ترني في مسلكٍ أنت سالكهْ |
وإن لم أُعاقرْكَ المدامَ فإنَّني | حقنتُ دمَ الزِّقّ الذي أنت سافكه |
وإنَّ رزايا العُمْرِ مِنْهُنّ مركبي | ثقالٌ، بأعطانِ المنايا مباركه |
دُفعتُ ولم أملكْ دفاعَ مُلمة ٍ | إلى زمنٍ في كلّ حينٍ أعاركهْ |
وجيشٍ خطوب زاحمٍ كلّ ساعة ٍ | فما أنْفُسُ الأحياءِ إلاَّ هوالِكُه |
كأنَّ البروقَ الخاطفاتِ بُرُوقُهُ | وزهرُ النجوم اللائحات نيازكه |
فإن تنجُ نفسي من كلوم سلاحه | فإنّ برأسي ما أثارتْ سنابكه |
مضى كلّ عصرٍ وهو حربٌ لأهلهِ | وهل تصرعُ الآسادَ إلا معاركه |
برغمي، وما في الحبّ بالرغم لذة ٌ، | أُحِبّ مشيبي والغواني فَوَارِكُه |
مُغَيّرُ حسني عن جميل رُوائِهِ | وَمُوهِنُ جسمي بالليالي وناهكهْ |
رأتْني سُلَيْمى والقذالُ كأنَّما | تَنَفّسَ فيه الصبحُ فابيضّ حالِكِه |
كما نظرتْ سلمى إلى رأس دعبلٍ | وقد عَجِبَتْ والشيبُ يُبْكيه ضاحكه |
فتاة ٌ أرَى طرفي لطرفيَ حاسِدا | يغايره في حسنها ويماحكه |
على وصلها سترٌ فمن لي بهتكه | إذا ما مضى عني من العمر هاتكه |
شبابٌ له القِدْحُ المُعْلّى من الهوى | وما شئتَ من رقّ الدّمى فهو مالكه |
كأني لم يُؤنسْ من السربِ وحشيّ | مُشَنَّفُ أُذْنٍ فاترُ اللحظ فاتكه |
غزالٌ تراني ناصباً من تغزلي | له شَرَكا في كلّ حالٍ يشاركه |
وصادٍ إلى ريّ الكؤوس غمرتهُ | بعارضها والغيث درّتْ حواشكه |
وقلت: اغتبقْ من دنّها صرفَ قهوة ٍ | إلى قَدَحِ الندمان تفضي سوالكه |
ويمنَعُها من أنْ تطيرَ لطافة ً | حبابٌ عليها دائراتٌ شبائكه |
على زَهْرِ رَوْضٍ ناضرٍ تحسبُ الرّبَى | ملوكاً على الأجسام منهم درانكه |
وبات لجينُ الماء بالقر جامدا | لنا ونُضارُ البرق ذابتْ سبائكه |
أذلك خيرٌ أم تَعَسُّفُ سبسبٍ | يُعْقّلُ أخفافَ النّجائِبِ عاتكه |
وإن جنّ ليلٌ أقبلتْ نحو سفرِهِ | مجلَّجة ً أغوالهُ وصعالكه |
مهالكه بالفألِ تسمى مفاوزاً | وما الفوز إلا أن تُخاضَ مهالكه |
بمعطٍ غداة َ السير ظهرَ حَنِيّة ٍ | بنيتُ عليها الكورَ فانهدّ تامكه |
ألائمتي إن الجمّلَ جندلٌ | صليبٌ وإني بالتجلّد لائكه |
أرى طرفاً لي من لسانك جارحاً | فما بال جَدوَى لا تُدارِكُه |
تريدين مني جمع مالي وَمَنْعَهُ | وهل لي بعد الموتِ ما أنا مالكه |
إذا أدركت خلاًّ من الدهر فاقة ٌ | فما بال جدوى راحتي لا تُداركه |