ما للوشاة ِ عليها أذكتِ الحَدَقا
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
ما للوشاة ِ عليها أذكتِ الحَدَقا | أما علا النورُ من إسرائها الغسقا |
أما تضوّع من أردانِها أرجٌ | كأنَّما مسكُ دارينٍ به فُتِقا |
أما تألق من سمطيْ تبسمها | برقٌ إذا ما رآهُ ناظرٌ برقا |
هيفاءُ يَقْلَقُ في الخصر الوشاحُ لها | كأنَّ قلبيَ منه عُلّم القلقا |
كأنَّما مالَ خُوطٌ في مُلاءتها | بالشمس واهتزّ منها في كثيب نقا |
باتت على عُقبِ الشكوى تملّقني | وكلّ دمية حسنٍ تُحسنُ الملقا |
واستوثقت من نقاب فوق وجنتها | وإنَّما أشْفَقَتْ أنْ ألثُمَ الشَفقا |
يا هذه تدّعينَ الوجدَ عارية ً | من الضنى فدعي الشكوى لمن عشقا |
وأجملي قتل نفس لا يُتاركها | بَرْحُ الغرامِ وإلاَّ رَمّقي الرمقا |
ما أحْسَنَ العطف من تأنيس نافرة ٍ | كأنَّما رُضْتَ منها شادِناً خَرِقا |
فبتّ أحمي بأنفاسي حصى دررٍ | ببردها في التراقي تعرف الفلقا |
وأجتني مستطيباً ما حواهُ فمٌ | من ماء ظَلْمٍ بَرُودٍ يُطفىء الحرقا |
وللوشاة ِ عيونٌ غير واقعة ٍ | على ضجيعين من في الكرى اعتنقا |
من زار في سنة الأجفان في خَفَرٍ | لم يخش غيرانَ مرهوبَ الشذا حَنِقا |
قنعتُ بالطيف لمّا صدّ صاحبهُ | والطيبُ إن غابَ أبقى عندك العبقا |
لولا هلالٌ أعير الطرف زورقه | في خوضه لجة الظلماء ما طرقا |
من أين لي في الهوى نومٌ فيطرقني | خيالٌ مَنْ نومها يُغري بي الأرقا |
وإنَّما الفكرُ في الأجفان مثّلها | فما كذبتُ على جفني ولا صدقا |
ألله أعطى لقومٍ في تعشّقهم | سعادة ً، ولقومٍ آخرين شقا |
والله أحيا بيحيى كلّ مكرمة ٍ | للمعتفين، وأجرى نائلاً غدقا |
مَلْكٌ تناول أسبابَ العلا بيدٍ | قد أودعَ الله فيها رزق من خلقا |
سميذع تبسط الآمالَ همتُهُ | ويقبضُ الحلمُ منه الغيظ والحنقا |
أعلى الملوكِ منارا في ذرى شَرَفٍ | لا يرتقي كوكبٌ في الجوّ حيث رقا |
وأثبتُ الأُسُدِ في جوفِ العدى قدماً | إذا جناحُ لواءٍ فوقه خَفَقا |
إن ضنّ بالجود مقبوضُ اليدين سخا | وإن عتا ظالمٌ في ملكه رفقا |
كم من عدوين في دينٍ قد اختلفا | حتى إذا أخذا في فضله اتّفقا |
وكم نديمين لولا لذّة ٌ لهما | في ذكرِ سيرته الحسناءِ لافترقا |
كأنَّما النَّاس من أطواق أنعمه | حمائم تتغنى مدحَهُ حزقا |
كأنّما يعتري أمواله ولهٌ | فما لهما غير أصواتِ العُفَاة ِ رُقَى |
تجاوِدُ الكفَّ منه الكفُّ مغنية ً | فقلما تبقيان العينَ والورقا |
من أوْهنَ الله كيدَ الناكثين به | إذا قذفتَ بحقٍّ باطلاً زهقا |
من لا يصول الهدى حتى يطول به: | لا يضرب السيف، لولا الضّاربُ، العنقا |
تكبو السوابقُ عن أدنى مداه فلو | يسابقُ الريح في أفق العلا سبقا |
ذِمرٌ إذا عَلقَتْ بالحرب عزمتُهُ | روَّى القواضب فيه والقنا علقا |
كأنَّما العَضْبُ في يُمْناهُ صَاعِقَة ٌ | إذا علا رأسَ جبَّارٍ به صَعَقا |
يكادُ لولا تلظّي الروع ذابلُهُ | في كفّه من نداه يكتسي ورقا |
كأنّما يُودعُ اليمنى له قلماً | يخطّ خطّ المنايا كلما مشقا |
وما رأى ناظرٌ من قبله أسداً | قد أكملَ الله فيه الخَلْقَ والخُلُقا |
ويومِ حربٍ ترى الأبطال مورِدة ً | فيها حياضَ المنايا شُزُّباً عُتُقا |
تروقُ ذا الجهل زيناً ثم تَذْعَرُهُ | خوفاً إذا شامَ من أنيابها روقا |
ترى السوابغَ عن أذمار مأزقها | تُواقعُ الأرضَ من وقع الظبا فرقا |
إذا انتحتك مدمّاة لها حلقٌ | خلتَ اليعاقيب فيها فتّحتْ حدقا |
شكّ القلوبَ بصدقِ الطعن لهذمُهُ | وغادرَ الهامَ فيها سيفُهُ فِلقَا |
إليك يا ابن تميمٍ أُعملتْ قُلُصٌ | تحت الرحائل تبري الوخد والعنقا |
كأنّ مثواك لليت العتيق أخٌ | واليعملاتُ إليه تملأ الطّرُقا |
وكيف تُعْقلُ أيدي العيس عن ملكٍ | بكفِّ نعماه معقولُ الندى انطلقا |
تُقَبّلُ السحبُ منه للسماحِ يدا | لوْ ألقِيَ البحرُ في معروفها غَرِقا |