وأكلف مِنسرُهُ ذو شغا
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقة واحدة
.
وأكلف مِنسرُهُ ذو شغا | كعطفة ِ رأس السنان الذّليق |
له مقلة ٌ كُحلتْ بالنجيع | تُصرفُ إيماض لحظٍ صدوق |
كأن بجؤجؤه مهرقاً | موشى ً بأحرفِ خطٍّ دقيقِ |
يصيدُ بكٍّ خطاطيفها | مركبة ٌ في وظيفٍ وثيق |
يباكر بالصيد سربَ القطا | وبينهما كلّ فجٍّ عميقِ |
ويُصْبحُ سربَ الحَمامِ الحِمام | ويَجنحُ مثل الجناح الخفوق |
كأنَّ عقاباً على أفقه | ترود الوغى يوم ريح خريق |
ولمّا انجلى الليل واستوضحت | له غُرَّة ُ الصبح في رأس نيق |
فباتَ ولا خوفَ في نفسه | بهمّته حازَ بيضَ الأنوقِ |
وقَلّبَ، والفتكُ في نَفسه، | حماليق مثلَ ائتلاق البروق |
وقد نَفَضَ الطلَّ عن منكبيه | بمثل انتفاضِ الطمرِّ العتيق |
ترى ريشهُ فوقَ أرجائه | طِراقاً كمثل حباب الرّحيق |
رأى ما رأى وبريق الشعاع | يكحلُ أجفانه بالشروق |
وأيقنَ بالسوءِ من صيده | فدل على سبجٍ بالعقيق |
وحلّق وانقضّ من جَوِّه | كما صُوَّبَتْ حجرُ المنجنيق |
فتحسبه عند إقعاصها | يشقّ حيازيمها عن شقيق |