أشكو إلى الله ما قاسيتُ من رَمَدٍ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
أشكو إلى الله ما قاسيتُ من رَمَدٍ | مواصلٍ كربَ آصالي بأسحاري |
كأنّ حَشْوَ جفوني عند سَوْرَتِه | جيشٌ من النمل في جُنح الدجى ساري |
كأنَّه للقَذَى والدمعِ في وَحِلٍ | فَخَلْعُهُ أرجلاً منه بإضرار |
كأنَّ أوجاعَ قَلبي من مطاعنة ٍ | بالشوك ما بين أشفاري وأشفاري |
كأنَّما لُجَّة ٌ في العين زاخرة ٌ | ترمي سواحل جفنيها بعّوار |
تُفجر الماءَ منها كلما وضعتْ | لهجعَة ٍ منهما نارا على نار |
كم ليلة ٍ بتُّ صفراً من كراي بها | ومن مخيلة ِ صبحٍ ذاتِ إسفارِ |
إذ باتَ جفني رضيعَ ابني يقاسمُهُ | لبانَ أسحم يغدوه بمقدار |
في حلقة ٍ من ظلام لا ترى طَرفاً | يبدو بها من سنا صُبحٍ لأبصار |
كأنَّما الشّرقُ دِهْقَانٌ يرى غبناً | في دفعه منهما الكافورَ بالقار |
كأنَّما الشمسُ قد رُدّتْ إلى فلك | على الخلائقِ ثبتٍ غير دَوّارِ |
كأنَّما الليلُ ذو جهلٍ فليس يَرَى | في درهم البَدْر منها أخْذَ دينار |
يشكو لجفنيَ جفني مثلَ عِلّتِهِ | كالضيم يقسمُ بين الجار والجار |
فالحمد لله مجري النورِ من غَسَقٍ | وجاعلِ الليل في تلطيف أحجارِ |
كم أبعدَ الناسُ في أمرٍ ظنونَهُمُ | فكان دائي قريبَ البُرءِ بالباري |